ما زالت قضية دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى التراب الإسباني بهوية مزوّرة في أبريل 2021 تثير تساؤلات القاضي المكلّف بالملف رافائيل لاسالا؛ إذ طلب مؤخرا من السلطات الجزائرية مدّه بجميع المعطيات المتعلقة بجوازي سفر غالي: الجواز الذي يحمل اسمه الحقيقي، والآخر الذي يحمل اسم محمد بن بطّوش. وقام لاسالا بهذه الخطوة، وفق صحيفة "بوز بوبلي" الإسبانية التي أوردت الخبر، بناء على طلب من مكتب المدعي العام، قبل بضعة أشهر، لمعرفة ما إذا كانت الجزائر قد أصدرت جوازي السفر المذكورين، وذلك في إطار اتفاقية المساعدة القضائية التي وقعها البلدان في أكتوبر 2002، والتي تلزمهما بالدعم المتبادل. وأكد المصدر ذاته أن هذه الخطوة تأتي كذلك بعد إصرار ممثلي جبهة البوليساريو في مدريد على عدم الرد على الشكوك حول جواز السفر المزور الذي قدمه ابن غالي ليلة تسجيل والده في المستشفى، ورفضهم الكشف عن عنوانه الحالي، حيث توارى عن الأنظار منذ الواقعة، على الرغم من محاولة محكمة التحقيق رقم 7 في سرقسطة استدعاءه كشاهد في القضية. وتمكّن مكتب المدعي العام من إقناع القاضي بإرسال نسخة من جواز السفر الذي تم تقديمه في مستشفى "سان بيدرو دي لوغرونيو"، بهدف توضيح السلطات الجزائرية ما إذا كان يتم إصدار هذا النوع من الجوازات لديها في العادة. وتطلب المحكمة من السلطات الجزائرية أن توضح أيضا ما إذا كان رقم جواز سفر "بن بطوش" يتوافق مع أي ملف تمت معالجته في إحدى الإدارات أو الأقسام المكلّفة بمعالجة وإصدار هذا النوع من الجوازات، والذي صدر (جواز بن بطوش) في 18 أبريل 2021، أي في يوم سفر غالي إلى إسبانيا للعلاج، مع تحديد ما إذا كانت تعرف على وجه التحديد هوية الشخص صاحب الجواز من مواليد 19 شتنبر 1950. ومن أجل التحقق من دور الجزائر في هذا الأمر برمته، تضيف "بوز بوبلي"، أرسل القضاء الإسباني أيضًا صورة ضوئية من جواز السفر الحقيقي لإبراهيم غالي حتى يتمكّن، بطريقة مماثلة، من التأكد مما إذا كان صادرًا في البلد نفسه، وهو جواز يحمل اسم غالي مصطفى إبراهيم، من مواليد 18 غشت 1949.