لم يعر المهاجم المالي فريدريك كانوتيه أية أهمية للقوانين التي تحظر إظهار الشعارات السياسية خلال المباريات، عندما رفع عن قميصه ليظهر عبارات كتبت بعدة لغات ومنها العربية تحمل كلمة فلسطين، احتجاجا على سلسلة الجرائم والمجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية الصهيونية بحق الأهل في غزة المحاصرة والصامدة. فعندما سجل كانوتيه هدفا لفريقه اشبيلية في مرمى ديبورتيفو خلال إحدى مباريات الدوري الاسباني الأكثر متابعة تلفزيونيا، جرى هذا اللاعب فرحا وكان مصمما على بث رسالة على الهواء تذكر العالم بأن المشاعر الإنسانية لا يمكنها السكوت على ما يجري من تقتيل للأبرياء في فلسطين. ثمة مثل رياضي دارج يقول "ما تفرقه السياسة تجمعه الرياضة"، كما يقول آخر بأن الرياضة قادرة على اجتياز الحدود والتضاريس، ولعل اللقاءات الثنائية التي كانت تجمع أميركا والاتحاد السوفييتي السابق ابان الحرب الباردة وبين منتخبي أميركا وايران "الخصمين الحاليين" في كأس العالم، تعد من تلك المظاهر الايجابية للرياضة، بيد ان مشاهد القتل والتدمير بحق الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء في غزة، تجعل الرياضيين يتخذون مبادرات فردية للتعبير عن رفضهم لتلك الجرائم البشعة. ومشهد كانوتيه الذي بعث على الارتياح بين المشاهدين العرب والمسلمين، يذكر بما سبق وان فعله النجم المصري محمد ابو تريكة في بطولة الامم الافريقية التي جرت العام الماضي في غانا، عندما سجل ابو تريكة هدفا في المرمى السوداني ليجري فرحا رافعا قميصه عن شعار مؤيد لغزة التي طالما تعرضت لمسلسل من القتل والحصار الاسرائيلي المجرم. ويرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع الشعارات السياسية في الملاعب الرياضية، وفي الغالب يحصل اللاعب الذي يقوم بما قام به ابو تريكة وكانوتيه على إنذار وغرامة مالية بسيطة، وان اظهر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر خلال زيارته الى فلسطين قبل نحو ثلاثة اشهر تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، عندما رعى المباراة الودية التي جمعت بين منتخبنا الوطني وشقيقه الفلسطيني في رام الله. وفي الوقت الذي يترقب فيه الشارع الكروي الأردني المباراة الودية التي ستجمع بين نجوم الكرة الاردنية وفريق الاسماعيلي ونجوم الكرة المصرية يوم الجمعة 16 فبراير المقبل دعما للاهل في غزة، فإن مظاهر الرفض الرياضي لما تقترفه أيدي العدوان الإسرائيلي بحق الاهل في فلسطين وتحديدا في مدينة غزة البطلة تتواصل لتكشف حجم الرفض العالمي لهذه الجرائم، اذ وجدت لاعبة التنس الإسرائيلية شاهار بير احتجاجات عارمة بسبب الإرهاب الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك خلال مباراتها في دور الأربعة في بطولة التنس المقامة في نيوزلندا والتي خسرتها امام اللاعبة ديمنتييفا. بيد ان اقوى مواقف الاحتجاج حدثت في تركيا عندما أوقف مشجعو كرة سلة أتراك يرددون هتافات "إسرائيل .. قتلة" انطلاق مباراة لفريق تورك تيليكوم التركي أمام فريق بني حاشارون الاسرائيلي في مسابقة كأس اوروبا لكرة السلة، حيث قذف الجمهور التركي الغاضب احذية واشياء اخرى. وتحاول المنتخبات العربية المشاركة بكأس الخليج المقامة حاليا في مسقط رفع شعارات التضامن مع الاهل في غزة، حيث تدخل بعض المنتخبات الى ارض الملعب مرتدية الكوفية وحاملة العلم الفلسطيني كأحد مظاهر التأييد للاشقاء، وارتدى لاعبو المنتخب اليمني قمصانا بيضاء حملت عبارة "قلوبنا مع غزة". ويحرص مشجعو فريق ليفورنو الايطالي (درجة ثانية) على رفع العلم الفلسطيني خلال مباريات الدوري تضامنا مع الشعب الفلسطيني، كما سبق لحارس مرمى منتخب فرنسا السابق بارتيز ان امتنع عن مرافقة منتخب بلاده الى الكيان الصهيوني احتجاجا على الجرائم التي ارتكبت في فلسطين ولبنان، كما سبق لناشطين مغاربة ان تظاهروا قبل ثلاثة اعوام على زيارة وفد رياضي صهيوني الى المغرب لتأدية مسابقات العاب القوى. شاهد المشجعين الأتراك وهو "يرجمون" الفريق الإسرائيلي بالأحذية