خرج المئات من الرجال والنساء والأطفال أمام البرلمان بالرباط، صباح الأحد 2 مارس 2008، احتجاجا على المجازر والمذابح التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة المحاصر، ضد أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، ورفع المحتجون في الوقفة التي دعت إليها حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، وشاركت فيها منظمات حقوقية ونقابية وشبابية وطلابية، شعارات تندد بالاغتيالات اليومية، وتدين الصمت العربي الرسمي الذي يعد تواطؤا غير مباشر مع العدوان، كما استنكرت صمط المجتمع الدولي، أمام ما يقع من تدمير وحرق وتخريب وقتل قلّ نظيره. المتظاهرون رفعوا لافتات كتبوا عليها عبارات تعتبر حصار غزة جريمة ضد الإنسانية، وتؤكد أن الأممالمتحدة وأمريكا والكيان الصهيوني والحكومات العربية شركاء في الجريمة، كما حملت أخرى مضامين تؤكد أن المقاومة أمانة والتطبيع خيانة، كما حيّا المحتجون أهل غزة المحاصرين، معتبرين إياهم رمز للتحرير. واعتبر عبد الإله بنكيران، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في كلمة ألقاها بالمناسبة (انظر نصها كاملا في ص: 3) أن الشعب الفلسطيني اليوم بصموده وتضحياته وجهاده، والذي يقدم الشهداء تلوى آخرين، هو الشعب الوحيد اليوم الذي يملك القدرة على تحريك كل شعوب الأمة الإسلامية، وأن يجمع الحشود والجماهير التي تخرج للتضامن من أجل حقه الشرعي، والتنديد بجرائم الكيان المغتصب. وقال بنكيران مخاطبا الحكام، إن الحسابات السياسية ومراعاة الإمكانيات، وضرب الحساب للكراسي مقبول، ما لم يمسّ العرض، ويقتل الأبرياء من النساء والأطفال، فإنه حينئذ يحق للأمة، يقول بنكيران أن تجاهد، ولو أدى ذلك لإبادتها جميعا. من جهته، اعتبر الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، خالد السفياني، أن فلسطين ستنتصر بإرادة أبنائها الأحرار، معتبرا ما يجري اليوم في غزة هولوكوست صهيونية ضد الفلسطينيين، يتم بتواطؤ عربي ودولي، وقال السفياني في كلمة له بالمناسبة، التمييز اليوم هو حول من مع الإرهاب الأمريكي والصهيوني ومن مع الحق العربي الإنساني. وأضاف السفياني على الحكام أن يعلموا أن السيل بلغ الزبى، وأن جماهير أمتنا لا يمكن أن تصبر على الخيانة، ودعا إلى وقف كل مفاوضات عبثية، وإلى قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب، وإلى رفع الحصار العربي عن قطاع غزة. وفي كلمة من فلسطين، عبر الهاتف، كشف حسن خلف مدير المركز الاستشفائي بقطاع غزة، إن الشهداء تجاوز عددهم 105 شهيدا، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى ,250 أغلبهم من الأطفال، وضرب خلف مثلا بعائلة عطا الله لوحدها في غزة التي استشهد منها، أول أمس السبت، 3 شهداء وجرح 3 آخرين، وقال إن المساجد لم تسلم من التدمير والقذف بالطائرات. وأضاف المتحدث قائلا:إن الفلسطينيين في كرب عظيم، لكنه أكد أن شعبنا لن يركع سوى لله، مشددا على الحصار المضروب على قطاع غزة منذ سنتين، أتى على كل شيء، وقال لم يبق إلا الهواء لم يمنعوه عنّا، مشيرا إلى 50 في المائة من سيارات الإسعاف توقفت عن العمل، بسبب قطع المحروقات. ودعا بيان الوقفة، الذي وقعته حركة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية، الحكومة المغربية لاتخاذ مواقف وتدابير استعجالية لحماية الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف هذا العدوان الصهيوني الهمجي. وأكد البيان الذي تلاه عبد الرحيم الشيخي عضو المكتب التنفيذي للحركة، إدانة المحتجين للوحشية والهمجية الصهيونية، التي اعتبرها حرب إبادة جماعية وتصفية إجرامية للإنسان الفلسطيني، كما استنكر الصمت الرهيب لمنظمات المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم ضد الإنسانية.