مروان الشماخ، نجم الكرة المغربية هذه الأيام وهداف نادي بوردو، متصدر الدوري الفرنسي، فضل مرافقة فريقه للقاء نادي مكابي حيفا الصهيوني في فلسطينالمحتلة، ضمن بطولة أبطال الدوري الأوروبي. ومعلوم أن الأندية الصهيونية تم ضمها للبطولات الأوروبية نتيجة مقاطعتها من قبل الأندية العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. ففي بادرة قوية ولها معانيها ودلالاتها أعلن اللاعب الدولي المغربي مروان الشماخ أنه يرفض التوجه مع فريقه بوردو إلى فلسطينالمحتلة، وفي نفس الوقت ندد بالعدوان الصهيوني والاستطيان في فلسطين. وأعلن أنه لا يتفق مع ما تقوم به «اسرائيل» من عدوان ضد كل ما هو فلسطيني. وأضاف الشماخ «الكل يعلم أنني مسلم، وتحدث في تلك الأراضي العديد من الأمور غير المقبولة، ومن بينها الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، وهذا ليس من حقهم». وتابع الشماخ «أنا إنسان وعندي قلب وأشعر بنفسي معنيا بالأمر حينما أراهم يقومون بإيذاء الناس». مروان الشماخ (من مواليد 1984) بموقفه الرائد يعيد لذاكرة الذين هرمت وشاخت ذاكرتهم التذكير بأن فلسطين مازالت محتلة، وبأن الاستيطان لم يتوقف وبأن تهويد القدس مستمر ويأخذ منحى خطيراً يهدد مستقبل عروبتها ومكانتها الاسلامية لدى المسلمين، وبأن أهل غزة يخضعون للحصار والتجويع والخنق يومياً ومنذ سنوات. ويذكرهم أيضاً بأن الرياضة شيء عالمي شامل وجميل لكن على الرياضيين أن يقرروا في بعض المواقف أين هم مع المظلومين والمضطهدين أم مع الظالمين والمحتلين والمجرمين. لذا كان قراره بمقاطعة تلك المباراة الهامة قراراً ضميرياً هاماً وقوميا بكل معنى الكلمة. وبما أن مروان الشماخ إنسان عادي يفكر بطريقة تلقائية عادية، ولديه مشاعر وأحاسيس تتحكم برأيه وموقفه فقد اتخذ قراره بالمقاطعة. وهو قرار لا بد سوف ينعكس ايجاباً على اللاعبين العرب الآخرين. وبالذات على المطبعين أو المترددين منهم. لم يكن مروان الشماخ الرياضي الأول الذي قرع ناقوس الخطر، فقد سبقه إلى ذلك بعض الرياضيين العالميين ونجوم الكرة العرب والفرنسيين والأجانب، حيث اتخذوا مواقف تؤيد مقاطعة الكيان الصهيوني عقابا له على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني. أذكر أن « بارتيز» حارس مرمى منتخب فرنسا الشهير الذي فاز ببطولتي العالم وأوروبا هاجم «إسرائيل» ودان جرائمها وطالب بمقاطعتها. وتعبيراً عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني قام اللاعب المالي محمد كانوتي، هداف فريق إشبيلية الإسباني، عندما أحرز هدفاً في مرمى فريق الخصم بخلع قميصه وإظهار كلمات تضامنية ومؤيدة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وكذلك فعل اللاعب المصري محمد أبوتريكة، الذي أهدى هدفه الذهبي لشعب غزة الصامد، حين أظهر ماكتبه على قميصه «أحبك يا غزة». أما اللاعب الدولي البريطاني الشهير بيكهام فقد رفض التوجه مع فريقه إلى«إسرائيل» لخوض مباراة هناك بحجة أنه لا يوجد أمن وسلام هناك. فيما أعلن النجم الدولي الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان أنه سوف يتوجه في مارس المقبل إلى قطاع غزة في زيارة تضامنية مع أطفال غزة. أما اللاعب الإسباني الأسطورة ونجم فريق ريال مدريد راؤول غونزاليس فقد أعلن أنه بصدد إصدار كتاب عن تاريخ وانجازات ناديه ريال مدريد، سوف يكون ريعه لصالح التنمية الرياضية في فلسطينالمحتلة، ومن أجل تحقيق السلام. ويجب أن لا يغيب عن بالنا الرياضي الإيراني بطل العالم في الجيدو، آراش مير إسماعيلي، الذي جمعته القرعة في أولمبياد أثينا 2004 بالدور الأول مع المصارع الإسرائيلي أيهود فاكس، مما أضطره للتخلي عن خوضها تعبيراً عن رفضه للاحتلال الصهيوني، وتأكيداً على مبدأ مقاطعته. فضحى بأغلى ما يملك من أجل مواقفه وقناعاته ولأجل دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. ونفس الشيء حصل مع اللاعب الألماني الإيراني الأصول أشكان ديجاجا، الذي رفض المشاركة في مباراة المنتخب الألماني للشباب ضد الفريق الصهيوني . كما أن الاتحاد الدولي لكرة الطاولة عاقب لاعبين من اليمن والسعودية بوقفهما حتى نهاية العام بسبب رفضهما اللعب أمام لاعبين صهاينة. وفيما يخص اللاعبين الفلسطينيين فقد رفض مؤخراً اللاعب الفلسطيني رمزي صالح المشاركة في مباراة فريقه الأهلي المصري ضد فريق برشلونة الإإسباني، لوجود لاعب صهيوني ضمن تشكيلة برشلونة. تصريحات الزعيم الروحي لحزب شاس الصهيوني الديني المتطرف الراب عوفوديا يوسيف، التي هاجم فيها المسلمين واعتبرهم «حمقى وأغبياء ودينهم مقرف مثلهم» تعتبر قمة العنصرية اليهودية، وهي تأتي على لسان أحد أكبر وأهم المرجعيات الدينية اليهودية. وهي أيضاً تحريض ضد العرب والمسلمين حيث أنها جاءت في درس ديني نهاية الاسبوع الماضي. وعوفيديا معروف بمواقفه العنصرية والمتطرفة ضد كل ما هو غير يهودي وبالذات ضد العرب والمسلمين. هذه التصريحات تؤكد صحة موقف اللاعب العربي المسلم مروان الشماخ . * مدير موقع الصفصاف www.safsaf.org