لا أخفيكم أن حبي وإعجابي بالمتألق المغربي، والمهاجم الدولي، مروان الشماخ، هداف فريق بوردو الفرنسي، عرف في الفترة الأخيرة نوعا من الفتور، نظرا لابتعاده الغير معلل عن تشكيلة المنتخب المغربي خلال المقابلات الأخيرة من الإقصائيات المؤدية الى المونديال الذي سيقام لأول مرة على أرض القارة السمراء، لدواعي واهية من قبيل الإصابة وغيرها، على اعتبار أنه شوهد يلعب لفريقه بعدما سلم شهادة طبية لطبيب المنتخب المغربي تؤكد تعرضه للإصابة. لكن موقفه الأخير من قضية المسلمين الأولى - القضية الفلسطينية - جعلني أراجع حساباتي اتجاه هذا العملاق الكروي، حيث رفض السفر مع فريقه بوردو الى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لمواجهة فريق "مكابي حيفا الصهيوني"ضمن الجولة السادسة من دوري المجموعات في دوري عصبة الأبطال الأوربية. ولم يكتفي شموخ الشماخ بهذا الفعل البطولي، بل صرح لوسائل الاعلام الفرنسية أنه " إنسان وعندي قلب، وأشعر بنفسي معنيا بالأمر حين أراهم يقومون بإيذاء الناس هناك في فلسطين" لك الله يامروان وكثر من أمثالك، وأضاف هذا الشاب الذي هز كلامه العالم الاسلامي وكله ثقة في النفس" الكل يعلم بأنني مسلم.. وتقع في تلك الأراضي العديد من الأمور الغير مقبولة مثل عمليات الإستيطان الصهيوني في الضفة الغربية" هذا الموقف الغير معهود لدى المغاربة ينضاق الى مواقف أخرى عبرت عنها رموز رياضية اسلامية من دول متنوعة تؤكد أن اللاعب بدوره يتفاعل مع قضايا الأمة، وأن له عواطف ومشاعر ينحاز اليها عند الضرورة. ولا أخفيكم يا سادة أنني أحسست بالافتخار والاعتزاز وأنا أرى مروان قد تصدر العناوين بسبب موقفه هذا الأكثر من رائع الذي نتمنى أن يحذوا حذوه زعماء الدول الاسلامية الذين بالغوا في الانبطاح للعدو الصهيوني. هذا الحدث المثلج الذي صنعه شاب مغربي اسمه مروان الشماخ سيجعله بطلا حقيقيا في العالم الاسلامي، وهو في الحقيقة جاء في الوقت المناسب ليمحوا العار الذي لحق بنا نحن كمغاربة، بعدما دنست المجرمة "ليفني" تراب عروس الشمال طنجة، واستقبلت وللأسف الشديد هنا في عاصمة البوغاز استقبال الرؤساء. وكم كان ألمي وحزني شديدين وأنا أرى موكب القاتلة يمر من أمامي وهو محاط بالعشرات من الحراس، نحو فندق موفمبيك مباشرة بعد مشاركتي في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات سياسية وجمعوية.. احتجاجا على هاته الزيارة المدانة لمجرمة لا زالت يدها ملطخة بدماء أطفال غزة الأبرياء. بقي فقط أن أشير أمام هذا التشريف الذي شرفنا به هذا الشاب الموهوب والذي تتسابق أكبر الأندية الأوربية على ضمه لصفوفها، الا أن نحيي كل التحية الى كل الرياضيين الذين عبروا عن مواقف مماثلة، والذين عبروا بذلك عن رأي الشعوب العربية والاسلامية المغلوب على أمرها. [email protected]