اشربا نخب المجزرة إذن هذا هو الثمن الذي توعد به عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الأستاذ خالد مشعل، سليمان قال بالحرف: " إنهم عصابة يتصرفون كأنهم كل الدنيا... لقد أصابهم الغرور ومشعل يتصرف كأنه أكبر من مصر، وأكبر من العالم العربي، وهو يسعى إلى إقحام كل حماس في خطوات هدفها تجاوز المصالح الخاصة بالجميع.... هذه عصابة تحتاج إلى تأديب، وعلى هؤلاء أن يدفعوا ثمن ما يقومون به، والأمر لن يقتصر على الموجودين في غزة، بل الموجودين في دمشق أيضاً". إذن فمصر التي أعلنت وزيرة خارجية منظمة العدو الصهيوني من عاصمتها على بداية العدوان بحضور رئيسها غير المبارك جادة كعادتها في تطبيق الأجندة الأمريكية و الصهيونية في ما يتعلق في الموقف من حماس و ضرورة تصفيتها و تصفية قادتها العسكريين و السياسيين في الداخل و الخارج. فالثمن الذي توعدت به مصر خالد مشعل بدأت تدفعه له بدعم قوي للعدو الصهيوني، حتى أنها رفعت من حالة تأهب جيشها عبرا لحدود مع غزة قبل العدوان بساعات حتى تنمع كل من أراد طلب الأمان، و لسان الحكومة المصرية يقول لا أمان لأهل غزة عندنا. لم يكن أحد يتنبأ من سيدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني الأعزل، و ليس خالد مشعل أو إخوانه من المجاهدين الشرفاء الذين يشكلون آخر الجبهات المنافحة عن كرامة الأمة و عنفوانها. إن ما حدث و ما يحدث في غزة هو صورة طبق الأصل لما وقع في جنوب لبنان، فالقصف العشوائي الهمجي الذي يستخدم آخر صيحات الأسلحة الفتاكة الذي يستهدف المدنيين و المساجد و المدارس و مستودعات الأدوية على ندرتها، هو نفس الأسلوب الذي اتبعته منظمة العدو الصهيونية على جنوب لبنان، إلا أن الفرق هنا هو أن العدوان على لبنان كان بدعم أمريكي واضح،و تواطأ عربي صامت إلا من بعض العواصم مثل الرياض التي دعمت العدوان من منطلق إيديولوجي ضيق.أنا العدوان اليوم على غزة فهو يتم بشراكة مع مجموعة من الدول العربية و الأكثر من ذلك هو أنه يتم بتنسيق كامل مع مجموعة من العواصم العربية، و أيضا يتم بموافقة المدعو عباس غير المحمود، عباس غير المحمود الذي قال قبل أيام أنه سيعود قريب إلى غزة، لم نكن نعرف أن تصل به البجاحة و الوقاحة، أن يستعين بالعدو التاريخي للأمة، لكي يعود على ظهر دباباته، و يسقط مع قنابل و صواريخ طائراته على رؤوس نساء و أطفال و شيوخ غزة العزل ليفرض عليهم الاستسلام و القبول بالذل و الهوان. "" إن المجزرة التي تعرفها غزة و التي بدأ الإعداد لها منذ صعود سهم حركة حماس في الانتخابات، و ما تلا ذلك من تطورات لقمع العملية الديمقراطية، و الذي كانت نتائجه حسم الأمور عسكريا بين حماس و فتح في غزة المعقل الرئيسي لحركة حماس، غزة التي كان القادة الصهاينة يصرحون على أنهم يتمنون أن يصحو من النوم ذات صباح و يجدوا أن غزة قد التهمها البحر. غزة إذن لم تعد عقدة للقادة منظمة العدو الصهيوني، و إنما أيضا استحالت لتكون عقدة للعديد من الحكام العرب.