تضخمت كرة الثلج الحارقة التي ألقاها الشيخ السلفي، عبد الحميد أبو نعيم، قبل أيام قليلة في وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكين، وثلة من الوجوه الحداثية بالبلاد، باتهامهم بالكفر والردة والزندقة، وما تلاها من استباحة جماعة تدعى "التوحيد والجهاد بالمغرب الأقصى" لدم لشكر ومن معه. وأعرب كثيرون عن خشيتهم من أن تُحول دعاوى التكفير التي دشنها أبو نعيم، ومن سار في ركبه، البلاد إلى مشهد من الفتن وردود الأفعال المتشنجة إزاء تصريحات القيادي الاتحادي، بخصوص مراجعة أحكام الإرث وتجريم تعدد الزوجات والحق في الإجهاض، في مشهد يعيد إلى الأذهان فترة أليمة من التاريخ المعاصر للبلاد. وفي هذا السياق أدان حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال بيان أصدره اليوم ناطقه الرسمي حكيم بنشماس، من مساهم بخفافيش الظلام التي خرجت بقوة من جحورها موزعة أحكام التكفير، وداعية إلى إهدار دم لشكر، وعدد من قيادات الحزب ونسائه، ومثقفين وإعلاميين مغاربة أحرار، وعموم اليساريات واليساريين". وحمل بنشماس، في البيان الذي توصلت به هسبريس، "الدولة المغربية المسؤولية الكاملة في حماية المجتمع من هذه النزعات التكفيرية، ومن كل تجليات الفكر الظلامي الموغل في الإطلاقية والتخلف، وحماية مكتسبات البلاد في مجال التسامح والتعايش والتعدد" وفق تعبيره. واستنكر المصدر عينه "صمت الحكومة، وعدم التحرك التلقائي للنيابة العامة تجاه هذه الخطابات التكفيرية، ونزعات إشهار فتاوى السيف والدم في مواجهة العقل والفكر"، داعيا "الحكومة إلى أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في توفير الحماية للأشخاص المستهدفين وللمجتمع عموما". واعتبر بنشماس أن الخرجات الإعلامية الأخيرة لمن وصفهم برموز الظلام والتكفير، ومنها فتاوى إهدار الدم للمدعو "أبو النعيم"، وما أعقبها من إشهار لسيوف الإرهاب لما يسمى ب "جماعة التوحيد و الجهاد بالمغرب الأقصى"، تبشر بالعودة القوية لخطاب التكفير واستباحة أرواح الأبرياء". وزاد بأن تهديدات القتل والتكفير هي "استهداف للمجتمع برمته، ومساس بقيم التعايش والتعدد والتنوع، تُضاف إلى النزعة العنصرية المقيتة التي عبر عنها أحد قياديي حزب العدالة والتنمية، باعتبارها وجها مكملا ومغذيا لنزعات التكفير وإهدار الدم"، في إشارة ضمنية إلى المقرئ أبو زيد بسبب الجدل المثار حول موضوع نكتته حول أهل سوس الأمازيغ.