تحتاج العديد من الرياضات قبل كسب الميداليات والألقاب، إلى كسب شهرة تجذب لها جمهور يتتبعها ويشجع أبطالها، الذين يعشقون التعب والمغامرة، أشخاص يخلقون تحد مع الطبيعة ، ويتواجهون مع إعجازها وتقلباتها بعزمهم وإصرارهم. تختلف أنواع المراطونات بين المنظمة في الشوارع المعبدة، والمقامة على شواطئ البحار، ورمال الصحراء، وبين التي تخترق أعلى قمم الجبال في مئات الكيلومترات، ضمن رحلة محفوفة بالمخاطر. بالمغرب لم يكن هذا النوع موجودا قبل ست سنوات لكن مع تأسيس جمعية "سباق الجبال.. أطلس توبقال" عرفت هذه الرياضة النادر طريقها وسط جبال الأطلس الشامخة، كما أنها باتت ملتقى سنوي يجمع مئات المغامرين في موعد سنوي لخوض منافسة بين قمم الأطلس الكبير. يقول سيريل سيسمونديني مؤسس الجمعية ل "هسبريس الرياضية" إن فكرة إقامة سباق سنوي من هذا النوع استلهمتها من الطبيعة الخلابة في المغرب وبالتحديد منطقة أوكيمدن ومن الجو الساحر الذي سيجذب أي أوروبي لمعرفة ماذا تختزله هذه الجبال الشامخة خلفها. في بداية الطريق قررنا الاعتماد على وسائل بسيطة لأن إمكانياتنا كانت جد محدودة، يقول سيسمونديني، والهدف الأسمى كان هو جلب أكبر عدد من المتسابقين للتعريف أولا بالمنطقة. ويضيف مؤسس، جمعية "سباق الجبال.. أطلس توبقال" تمكنا عبر السنوات الستة من المضي قدما وتطورنا بشكل كبير، حيث تضاعف عدد المشاركين من 50 إلى 500 والتحق بنا أشخاص من بلدان أخرى، وهذا كان أبرز أهدافنا، لكن في نفس الوقت ينقصنا العنصر المغربي في أن يكون حاضرا بقوة، لأن المنافسة مقامة على أرضه، غير أن مشاركته تعد شبه منعدمة، في المقابل يلتحق بنا أزيد من 200 مشارك من مناطق جد بعيدة، متحملين عناء السفر والتنقل، فقط من أجل لحظات السعادة التي يمنحها السباق لهم. وييضف، المراطون يستغرق أياما للوصول إلى نقطة النهاية، حيث يجتاز كل مشارك أزيد من 105 كيلومتر على ارتفاع 6500 متر من أجل إتمام المسار، الشيء الذي بات يحتاج إلى وسائل جد متطورة لتأطيرالسباق وتأمينه، ففي النسخة الأخيرة تم توفير 400 خيمة لاستقبال المتسابقين، كما تم تخصيص طائرة خاصة لتعقب تحركات المتسابقين، ووحدة استشفائية متنقلة. مراطون الجبال حتى وإن كان رياضة مبتدئة، لكنها باتت في السنوات الأخيرة بطاقة تعريف، لمناطق منسية بالمغرب، وجعلت من أوكيمدن ملتقى سنوي لعشاق رياضة المخاطر.