بعثت الكاتبة الفرنسية فابيين بييل ((Fabienne Piel، بصفتها أصغر مصابة بمرض الزهايمر في العالم، رسالة إلى جميع المنشغلين بقضايا الصحة في المغرب، بتفادي السقوط في خطأ تخويف الناس من مرض الزهايمر. بعض المشاركين في عملية الصعود إلى جبل توبقال (خاص) ودعت بييل، التي أصيبت بالزهايمر في سن السابعة والثلاثين من العمر، في حوار مع "المغربية"، خلال مشاركتها في عملية "توبقال"، التي نظمتها الجمعية المغربية للزهايمر نهاية الأسبوع الماضي، الأسر المغربية إلى الاستمرار في المحافظة على اللحمة التي تربط أفراد العائلة مع المريض، لأنها الوسيلة الأفضل للتكفل بالمصاب، داخل دفء الأسرة عوضا عن برودة مراكز الإيواء. وكانت بييل وعدد من أبناء وأحفاد المرضى المصابين بمرض الزهايمر، وأطباء وصيادلة، ومتطوعون متعاطفون مع المصابين، رفعوا جميعا، أول أمس الأحد، تحدي بلوغ قمة جبل توبقال، الأعلى في شمال إفريقيا بعلو يبلغ 4 آلاف و167 مترا، وهي المبادرة التي اعتبرها المنظمون وسيلة لتعلم مبادئ التحدي في مواجهة صعاب التكفل بمرضى الزهايمر في المغرب. بعد مسير دام 4 ساعات من نقطة الانطلاقة، عند مأوى جبلي، يستقر فوق علو يصل إلى 3 آلاف و207 أمتار من جبل توبقال، تمكنت المجموعة من الوقوف فوق قمة جبل توبقال، بمشاركة مريم بورجة، أول امرأة مغربية تخوض تحدي "القمم السبع"، إلى جانب متطوعين جمعويين، من داخل المغرب وخارجه، بينهم رجال ونساء، شباب وشابات، فنانون وإعلاميون. ورغم صعوبات التنفس فوق القمة، نفخ المشاركون في "بالونات"، كتب عليها كل منهم رسالته إلى المغاربة والعالم، ووجهوا فيها دعوة صريحة إلى إخراج مرضى الداء من خانة النسيان أو التخلي عنهم بسبب المرض، ونثروها في السماء، لتطير بدعواتهم إلى التكفل الأفضل بمرضى الزهايمر، والشد على أيديهم، وتشجيعهم ومدهم بالطاقة المساعدة على تحمل صعاب التكفل بذويهم، وتخفيف وطأة مرافقتهم اليومية وتيسير عملية إخضاعهم للمراقبة المستمرة. واستغل المشاركون وجودهم فوق قمة توبقال لأخذ صور تذكارية، تؤرخ لمساهمتهم في التعريف بالمرض، سيما أن الأقمصة التي كانوا يرتدونها، كانت تلفت زوار جبل توبقال، من جنسيات أجنبية مختلفة، كانوا يستوقفون المشاركين لأخذ المعلومات حول العملية، ما خلق نوعا من التفاعل ما بين زوار الجبل، وأبناء سكان السفح لتوسيع المعرفة بالداء. وعند نهاية جولة توبقال، قال محمد أوعدي، رئيس الجمعية المغربية لمرضى الزهايمر والأمراض المرتبطة، إن فكرة تنظيم هذه العملية، التي تجمع بين المغامرة والرياضة والتحمل، تأتي من إحساسه بالصعاب التي يواجهها ذوو المرضى، سيما أنه يعيش مع والدته المصابة منذ مدة بالزهايمر. وأبرز أن الجمعية تهدف من وراء عملية توبقال تحسيس الرأي العام المغربي، ومؤسسات المجتمع المدني، بالإجهاد الجسدي والنفسي الذي يعيشه المرضى ومساعدوهم، خلال حياتهم اليومية، وما يتطلبه ذلك من تضحيات بحياتهم الشخصية والمهنية، ودخولهم في تحديات يومية للعناية بذويهم.