فُوجئ سعيد عويطة، البطل المغربي الأولمبي والعالمي السابق في رياضة ألعاب القوى، من الحملة التي طالته بخصوص مشروعه الجديد الخاص برياضة "أم الألعاب"، والذي يهدف من خلاله إلى إعداد أبطال مؤهّلين لصعود "بوديوم" دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو2022"، بعد أن اتّهمه عداءان مغربيان مستفيدان من "المشروع"، بالتخلي عنهما، حسب تصريحات صحفية أدليا بها، قبل أيام قليلة. عويطة، الذي ارتأى أن يضع حدا ل"البوليميك" التي أثارها الخروج الإعلامي، لكل من صلاح الشيباني وبدر الجلاوي، عداءي مسافتي 800 و1500 متر، إذ أكد في تصريح ل"هسبورت"، أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون ردة فعل من بعض "الجهات"، التي لم يحدّدها البطل السابق، وذلك أياما قليلة بعد حضوره رفقة أسرته الصغيرة إلى ملتقى محمد السادس في الرباط، بدعوة من عبد السلام أحيزون، رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، مكتفيا في الآن ذاته بهذا التلميح، دون الخوض في التفاصيل. تلميح صاحب مشروع "La Haute Performance"، وعلى الرّغم من استهدافه تحضير أبطال "أولمبيين" في خطة "ب" توازي عمل الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى"، كما صرّح بذلك سعيد عويطة، إلا أنه يبدو إشارة قوية لوجود "أياد خفية" تخشى أن يأخذ البرنامج أبعادا أخرى، بعد عودة البطل المغربي الأولمبي والعالمي السابق إلى الواجهة وعلاقته الجيّدة مع القائمين على رياضة "أم الألعاب" في المغرب. في سياق متّصل، نفى المتحدث ذاته، توقّف المشروع الذي يعمل عليه منذ أزيد من سنة، مشيرا إلى أن الأخير رصدت له إمكانيات مادية ذاتية مهمة، من خلال توفير معسكرات داخل وخارج أرض الوطن، في فنادق ذات جودة عالية، بالإضافة إلى توفير كل الظروف المواتية لمجموعة العدائين من أجل تطوير أرقامهم الشخصية وتأهيلهم للمشاركة في التظاهرات الكبرى، عكس ما تم الترويج له. سعيد عويطة، فوجئ للخرجة الإعلامية التي بادر إليها العداءان المغربيان، اللذان رافقاه منذ بداية المشروع، مؤكّدا أن من بين الأسباب التي جعلتهما يقدمان على هذه البادرة، يعود إلى عدم دخولهما ضمن مخططاته المستقبلية، بعد أن كوّن صاحب المشروع، قناعة شخصية، أن كل من صلاح الشيباني وبدر الجلاوي لا يمكنهما الاستمرار في الاشتغال بمعيته. حاولنا التقرب أكثر من مسببات هذه "الحملة" التي شنّت ضد عويطة، فقال الأخير أن كل شيء كان يسير على ما يرام، حيث انطلق التحضير بين مدينتي فاس وأكادير، تلته مشاركة في بعض الملتقيات، حطّم من خلاله البطلان المغربيان رقميهما الشخصيان، في مسافتي 800 و1500 متر، قبل أن يتم برمجة معسكر "المرتفعات" في تركيا، على بعد 2400 متر عن سطح البحر، مدفوع التكاليف وفي أجواء جيدة، من أجل التحضير لبعض السباقات، بمعية الفريق الإماراتي وعداءة تونسية، لفترة تزيد عن خمسة أسابيع. وتابع عويطة، قائلا "انتقل العداءان من تركيا إلى بلجيكا من أجل المشاركة في سبعة سباقات، إلا أنهما اكتفيا باثنين فقط، قبل أن يشعرني أحدهما بأنه يجب أن يعود إلى المغرب، متحجّجا بمساعدة أخته في التحضير لزفافها المرتقب في شهر غشت"، مردفا "كان من المفترض أن يلتزما ببعض الأمور الفنية المعروفة لدى تقنيي الرياضة، حيث يبدأ التأقلم تدريجيا مع مرحلة ما بعد معسكر المرتفعات، من ملتقى إلى آخر". وأضاف المسؤول التقني المغربي "قلت لهم إنني ما غانعقلش عليهم إلا دخلوا للمغرب، وذلك ما كان فعلا إذ لم يلتزما بالبرنامج في متم يونيو الماضي"، مردفا "أبلغني أحد العداءين أن رئيس ناديه يرغب في معرفة تفاصيل برنامجه، حينها طلبت منه ألا يحدد له التفاصيل في إطار سرية التحضير"، وهو التسجيل الصوتي الذي تم تسريبه خارج سياقه، يضيف سعيد عويطة. واستبعد المتحدث ذاتهفي حديثه للجريدة، ما قيل حول رفضي تلبية العداءين المغربيين لدعوة المدير الفني لجامعة ألعاب القوى، من أجل المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في "تاراغونا" الإسبانية، مكتفيا بالقول "أعتقد أن المدير الفني للجامعة لديه رقم هاتفي من أجل الاتصال بي في هذا الموضوع، إن افترضنا جدلا أنه فعلا تم استدعاء العداءين، علما أن أرقامهما الشخصية لا تخول لهما في تلك المرحلة الدخول ضمن أجود عدائي المنتخب الوطني". وزاد قائلا "الموضوع يعود إلى ما قبل معسكر تركيا، حيث أشعرت العداءين أنه يجب الالتزام حتى 20 يونيو، ثم بعد ذلك طلب خوض ملتقيات في الفترة التي تعقبها، من أجل البحث عن المينيما المؤهلة لدورة المتوسط"، مضيفا "ما تم هو أن الأرقام التي حقّقت بعد مسكر تركيا لن تكن في المستوى المطلوب، كما كان الشأن في ملتقى ألويين في فرنسا، قلت لهم حينها إنه ولو اتّصل بي المدير التقني للجامعة من أجل التحاقكما بالمنتخب، فإنني سأرفض ذلك، خاصة وأن الأرقام لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب". واسترسل عويطة قائلا "لم يتبع العداءان المغربيان نصائحي، رغم التواريخ التي كانت مبرمجة من أجل مشاركتهما في عدة ملتقيات خارجية، قبل أن تنتهي مدة التأشيرة في 15يوليوز، التي تحجّجا بها أيضا للعودة إلى المغرب"، مضيفا "كان من المفترض أن يتم تجهيزهما من أجل حضور جيد في ملتقى محمد السادس في 13 يوليوز الجاري، إلا أن عدم انضباطهما لطريقة عملي باهتباريصاحب وممول المشروع، جعلهما يفوّتان على نفسهما فرصة غير مسبوقة". تبقى الإشارة إلى أن مشروع "عويطة" الرياضي، في شقّه الثاني، يهدف إلى إنشاء أكاديميات لرياضة ألعاب القوى تحمل اسم البطل العالمي، وذلك في مختلف أنحاء المغرب، حيث ختم سعيد عويطة حديثه للجريدة، في هذا الصدد قائلا: "سيتم إحداث نواد مشكلة من أطفال المدارس، سيلتحقون لخوض تداريبهم في رياضة أم الألعاب مباشرة بعد انقضاء الزمن المخصص للدراسة".