يَنتظر المهتمون بوجهة كأس العالم لنسخة 2026 تاريخ 29 ماي المقبل بلهفة، حيث من المقرر أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن نتائج تقارير لجنة "تاسك فورس" والتي قد تعرف إقصاء أحد الملفين المرشحين لتنظيم العرس الكوني، (أو هما معا)، بناء على تنقيط اللجنة المذكورة. ويغلب التوجّس على القائمين على ملف الترشح المغربي، خوفا من التعرّض للإقصاء قبل محطة التصويت في 13 يونيو المقبل في موسكو الروسية، الأمر الذي يفرض العودة إلى "تشريح" الموقف المغربي من الضغط الذي مارسه الخصم الأمريكي في الفترة الأخيرة، خاصةً وأنه كان ممكنا استغلال "ردة الفعل" المغربية لممارسة ضغط مضاد على "الفيفا" نفسها، وجعلها تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ أي قرار، تحت قناع لجنة تاسك فورس، بحرمان المغرب من بلوغ مرحلة التصويت. وفي الوقت الذي بدت فيه هوة التواصل بين فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة "موروكو 2026" متسعة، كان الأجدر تدارس الطرفين بجدية طريقة الرد على تهديدات دونالد ترامب واتخاذ موقف معيّن يخدم مصالح الملف المغربي، بمساعدة مستشارين في مجال التواصل الذي ظل الحلقة الأضعف طيلة فترة الحملة الترويجية. وتعدّدت القراءات للهجوم الأمريكي وموقف الاتحاد الدولي منه، علما أن الجامعة لم تشتك لأية جهة تصريحات الرئيس الأمريكي، إلا أن الموقف المغربي قد يناقش عاجلا أم آجلا، خاصة في حالة إقصائه من طرف "تاسك فورس" والذي قد تجده "الفيفا" مخرجا لتفادي صداع الرأس في حال بلوغ مرحلة التصويت وتبين أن مجموعة من اتحادات الدول قد رضخت لتهديدات ترامب. الموقف المغربي تجاه التهديدات يبقى شبيها بموقفه أيضا عندما تغيّرت معايير تنقيط لجنة تاسك فورس في آخر لحظة من موعد الزيارة، فاكتفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ببلاغين مسالمين، لم يرقيا لزعزعة كيان "الفيفا"؛ كل ذلك دون الحديث عن الطريقة التي قبل بها المغرب من الأساس تعيين اللجنة الخماسية المذكورة، خاصةً وأن لها دورا إقصائيا، يضرب عرض الحائط التقدم المفترض أنه حصل في عملية اختيار البلدان المضيفة للمونديال بمنح حق التصويت لكل الاتحادات الكروية المنضوية تحت لواء "الفيفا"، عوض أن يقتصر (التصويت) على أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي.