يعد محمد روراوة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، واحدا من أكثر "المعمرين" في المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية للعبة، إلى جانب عيسى حياتو، الرئيس الكاميروني للكاف، إذ ظل طيلة ما يقارب 13 عاما داخل دائرة القرار في الجهاز المسؤول عن الكرة في القارة "السمراء"، دون أن تستفيد منطقة شمال إفريقيا، التي يمثلها الكثير من هذه العضوية. "الحاج" روراوة، كما يلقبه الجزائريون، كان إلى حين واحدا من أعمدة "الكاف" واليد اليمنى لحياتو، التي "ضرب" بها المغرب في "خصومته" مع "الكاف" بعد قضية "إيبولا"، وقت طلب المغرب تأجيل انطلاق نسخة 2015، التي كان مقررا إجراؤها في المغرب، إذ لم تخف مصادر مغربية موثوقة ل"هسبورت"، الدور الذي قام به المسؤول الجزائري في رفض الطلب المغربي، وكذا تزكية قرار إنزال عقوبات مالية ورياضية ثقيلة على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمنتخب الوطني الأول، قبل أن تعيد محكمة التحكيم الدولية "طاس" الأمور إلى نصابها وتسقط عقوبات "الكاف". روراوة الذي أسهم بشكل أو بآخر في نهوض الكرة الجزائرية خلال السنوات الماضية، واستعادتها "هيبة" فقدت منذ زمن، جمع سيلا من الانتقادات عقب الخروج المذل ل"ثعالب الصحراء" من الدور الأول في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وطالبت وزارة الرياضة في الجزائر ومجموعة من النقاد الرياضيين في الجارة الشرقية، بضرورة تنحي "الحاج" عن الرئاسة وفسح المجال لضخ دماء جديدة في "الفاف"، الجهاز المسؤول عن تسيير الكرة في الجزائر. "متاعب" رورارة الداخلية لم تكن الوحيدة التي أرهقت كاهل المسير الجزائري، الذي عانى من أزمة صحية حادة على هامش "الكان"، إذ لم يكن يتوقع وجود منافسة شرسة من جاره المغربي، فوزي لقجع، رئيس ال FRMF، الذي دشن حملة واسعة في إفريقا لحشد دعم رؤساء الاتحادات الإفريقية، بغية التصويت لصالح دخول المغرب للمكتب التنفيذي للكونفدرالية عوض روراوة. "ثقة"حياتو الكبيرة في روراوة كانت من مفاتيح استمرار الأخير داخل دواليب التسيير في الكاف، إلا أن هذه الثقة تلقت ضربة قوية في الشهور الماضية، بعد تداول إمكانية دخول روراوة في دائرة الصراع لرئاسة "إمبراطورية" حياتو، التي حكمها منذ 29 عاما، وترشيحه من قبل الصحافة الجزائرية خليفة مرتقبا لحياتو على رأس CAF، مباشرة بعد الإعلان عن تشكيل اللجنة التصحيحية للكاف. مسلسل سحب "الثقة" تواصل بين روراوة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي عقب الانقسام الذي أحدثه استبعاد الجزائر من تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 ومنح شرف تنظيم هذه النسخة للغابون، حيث توسع "الشرخ" في علاقة روراوة بمحيطه في "الكاف"، وهي الثغرة التي انتبه إليها أخيرا، إذ عمل خلال الشهور القليلة الماضية على التقرب من حياتو وتحسين صورته لدى عدد من الأعضاء الحاليين في مكتب "الكاف". ورشحت جهات مقربة من "الكاف" في تصريحات متفرقة إمكانية دخول فوزي لقجع إلى المكتب التنفيذي المقبل، مرجعين ذلك إلى الحاجة إلى أسماء "شابة" تعطي نفاس جديدا للمؤسسة "الهَرِمة"، في حين اعتبرت مصادر أخرى أن دخول لقجع للاتحاد الإفريقي الآن يظل أمرا صعبا، نظرا إلى ما يحاك في الخفاء، والتخوف من بروز أي اسم "قوي" يمتلك مواصفات تتيح له خلافة عيسى حياتو مستقبلا.