تعود "أزمة" التحكيم إلى الواجهة من جديد، بعد موسم "أسود" تخللته مجموعة من الأخطاء التحكيمية المؤثرة، نتجت عنها مجموعة من الاحتجاجات من طرف الأندية الوطنية في قسميها الأول والثاني، وجعلت اللجنة المركزية ومديرية التحكيم، تتحركان من أجل البحث عن سبل للحد من هذه الأزمة، من خلال وضع مجموعة من الإستراتيجيات، وعقد اجتماعات مستعجلة، مع برمجة دورات تكوينية، قبل أن يعود الإشكال نفسه ليطرح من جديد، مع انطلاق منافسات البطولة الوطنية. وتعليقا على الموضوع، أوضح يحيى حدقة، رئيس مديرية التحكيم، في تصريح خص به "هسبورت"، أن المديرية تعمل على عقد اجتماعات بعد كل دورة لتقييم أداء الحكام خلال المباريات، ومحاولة تصحيح الأخطاء المطروحة، مع تشجيعهم على تقديم الأفضل خلال المواجهات المقبلة، وقال في هذا الصدد: "هناك تتبع أسبوعي للحكام والحالات التحكيمية، نحن لا ننكر وجود الأخطاء، لكن في الوقت ذاته لا توجد مباراة بدون أخطاء.. الحكم بشر، مثله مثل اللاعب والمسير، يمكنه أن يخطئ، نظرا إلى مجموعة من العوامل". وأكد يحيى حدقة، أن مديرية التحكيم لا تتساهل ولا تتهاون مع الأخطاء المرتكبة من قبل الحكام، خصوصا المؤثرة منها، غير أن قرار الإيقاف لا يكون دائما صائبا، على اعتبار أن إيقاف الحكم لمدة شهر، سيفقده التركيز، بالإضافة إلى وجود نقص في المباريات، ما قد يجعله يكرر الأخطاء نفسها، مردفا: "نحاول الخروج من هذه الخانة، ونجتمع بالحكام قبل وبعد التعيينات لمناقشة الأخطاء السابقة والجديدة، نتحاور مع الجميع، غير أن كل شخص معرض للخطأّ". وتابع: "مديرية التحكيم تعمل على مجموعة من الإستراتيجيات المستقبلية للحد من الأخطاء التحكيمية في البطولة الوطنية، غير أن المغرب بدأ في التقدم تدريجيا، على كل من إسبانيا وألمانيا، التي تعرف أخطاء تحكيمية كارثية، كما أن الأخطاء التحكيمية في البطولة الوطنية ليست بنفس حدة الدوريين الإسباني والألماني، بالإضافة إلى منافسات كأس العالم، لكن سنواصل عملنا نحن في المديرية.. هناك مجموعة من المشاريع والإستراتيجيات التي نعمل عليها بشكل مستمر، كمشروع التحكيم، ومدارس التحكيم، إلى غير ذلك". وبخصوص الخطأ التحكيمي الذي ارتكبه، الحكم عبد الرحمن اليعقوبي، خلال قيادته لمباراة أولمبيك آسفي والدفاع الحسني الجديدي، والذي خلف احتجاجا من قبل إدارة الفريق "المسفيوي"، بعد أن أقدم الحكم على منح بطاقتين دون طرد اللاعب طارق أستاتي، إذ علق رئيس مديرية التحكيم على الموضوع قائلا: "خطأ الحكم اليعقوبي ناتج عن نقص في التركيز، والتسرع، من خلال عدم الإقدام على تسجيل البطاقة الأولى للاعب نفسه، وهو ما جعله يشهر في وجهه البطاقة الثانية دون طرده.. هناك أيضا ضعف التواصل بين الثلاثي التحكيمي.. هذه الأمور كلها نوقشت مع الحكم وسيستمر النقاش فيها". وأوضح المتحدث ذاته، أن بعض الحكام يقودون المواجهات في حالات نفسية رهيبة، ما يؤثر سلبا على مردودهم في رقعة الميدان، مردفا: "نستعين بأطباء نفسانيين لإخراجهم من حالاتهم تلك، وهناك من يتأثر من الأخطاء التي ارتكبها.. لكن لا نتاهون مع أحد، ومتابعتهم بشكل مستمر أمر ضروري".