تَوحّدت معاناة الرجاء والوداد الرياضيين، في إياب الدور ما قبل المجموعات من منافسات دوري أبطال إفريقيا، مع الطاقمين التحكيميين، الجزائري والمصري، اللذين قادا مبارتيهما أمام تونغيث السنغالي وستاد المالي، توالياً، واللذين ارتكبا أخطاءً مؤثرة في السير العام للمواجهتين، وإن مرت سالمةً للفريق "الأحمر" الذي نجح في التأهل، فيما خرج "النسور" من الباب الصغير. وبالمقابل، كانت "أخطاء" الحكام في خدمة نادي الترجي التونسي مجدداً، باحتساب هدف تأهل الفريق التونسي على حساب أهلي بنغازي الليبي من تسلل واضح، أعاد إلى الأذهان عديد المجازر التحكيمية التي عرفتها القارة الإفريقية منذ سنوات. فيضانٌ وتعنّت بنبراهام رفض الحكم الجزائري، بنبراهام لحلو، في واحدة من أغرب المواقف المتعنتة، تأجيل مباراة الرجاء الرياضي وضيفه تونغيت، رغم أن الظروف الملائمة لإجراء لقاء في كرة القدم كانت شبه منعدمة، نظير تأثر أرضية ملعب محمد الخامس بالتساقطات المطرية التي حولت المستطيل الأخضر إلى برك موحلة، أعاقت دحرجة الكرة وتحركات اللاعبين بشكل واضح لجميع من تابعوا اللقاء، باستثناء الحكم الذي أصر على أن الأرضية "الغارقة" صالحة وأن التأجيل غير وارد. وبالإضافة إلى تشبثه بإتمام اللقاء وسط الوحل والبرك المائية، حرم الحكم الجزائري الرجاء الرياضي من ضربة جزاء واضحة، علماً أن الفريق "الأخضر" ضيع ثلاث ضربات جزاء ضمن سلسلة ضربات الترجيح، ليتأهل بذلك الفريق السنغالي، المشارك لأول مرة في "العصبة"، إلى دور المجموعات. محمد عمر.. "شاهِد ماشافْش حاجَة" ومن جهته، تفنن الحكم المصري، أمين محمد عمر، في التغاضي عن إعلان 4 ضربات جزاء تبدو كلها صحيحة، لصالح الوداد الرياضي، غير أن الإيجابي في الأمر هو عدم وقوع رفاق مؤيد اللافي في فخ فقدان التركيز، الأمر الذي جعلهم يسجلون ثلاثية جعلتهم يتجاوزون هزيمة الذهاب ويضمنون بطاقة التأهل إلى دور المجموعات. الترجي.. وفاءٌ للشّبهات في لقطة غريبة، يفترض أن تدفع الرئيس المؤقت للكاف إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على حيثياتها، أخلاقياً وصحياً نظير "البروتوكول" المفروض من الكونفدرالية، ظهر شخص يرتدي كمامة تحمل شعار الترجي، بجانبه شخص ثان، واقفين على بعد خطوة من حكم الشرط الذي قاد لقاء الفريق التونسي وضيفه أهلي بنغازي، بالملعب الأولمبي برادس "حمادي العقربي"، في آخر دقائق المواجهة، حين كانت النتيجة متعادلة (2-2)، علماً أن الذهاب انتهى بالتعادل السلبي. والمثير في الموضوع أن الترجي التونسي، وبعد لحظات من الوقوف "الضاغط" للشخصين المذكورين على مقربة من حكم الشرط، جاء هدف الفوز من تسلل واضح، عجزت صافرة الحكم المذكور عن الإعلان عنه، ليتأهل بذلك الفريق التونسي إلى دور مجموعات "العصبة".