استبشرت مختلف مكونات الكرة الوطنية خيرا بعد قرار اعتماد تقنية "حكم الفيديو المساعد"، في منافسات البطولة الوطنية مع بداية مباريات الشطر الثاني من الموسم الكروي الجاري، غير أن ذلك سرعان ما تحول إلى نقمة عند مجموعة من الفرق الوطنية التي ظلمت تحكيميا رغم اعتماد هذه التقنية الحديثة. وخلفت العديد من المباريات المؤجلة التي أجريت خلال الأيام الماضية، مشاهد فاضحة أسقطت "فار البطولة" في المحظور، وأكدت بالملموس عدم الجاهزية من كل الجوانب لاعتماد هذه التقنية في منافسات البطولة، خصوصا بتلك السرعة المعتمدة في تكوين الحكام و"التأشير" على جاهزية الملاعب تقنيا. وسجلت البطولة الوطنية مشاهد فاضحة كان أبطالها حكام "الفار"، إذ ظهر الحكم نور الدين الجعفري، بضعف كبير في مباراة الدفاع الجديدي ونهضة بركان، حيث عمد لتوقيف المباراة خلال شوطها الأول لعدة مرات وفي حالات تحكيمية يمكن الحسم فيها في ثوان، كما تأثرت كذلك مباراة نهضة بركان والوداد بعجز ياسين بوسليم عن حسم حالات تحكيمية بسرعة، إذ احتاج لثلاث أو أربع دقائق لكل حالة. وتتعدد أسباب الهفوات والنواقص التي يعاني منها "فار البطولة" في أشهره الأولى، يبقى أبرزها ضعف تكوين جل الحكام وقيادتهم مبارياتهم الأولى بهذه التقنية، حيث أن العديد منهم لم يتجاوز بعد مرحلة الاكتشاف، باستثناء بعض الحكام الدوليين الذين شاركوا في دورات تكوينية دولية وقادوا مباريات دولية بتقنية "الفار". ويرجع الارتباك الحاصل لجل الحكام في "غرفة الفار" في العديد من المباريات، إلى ضعف التكوين بعد أن اقتصرت أجهزة التحكيم التابعة للجامعة على تنظيم تكوينات للحكام في سبعة أيام، بعد أن وجدت نفسها مرغمة على تنزيل وعد رئيس الجامعة باعتماد التقنية في مباريات البطولة للموسم الكروي الجاري بأقصى سرعة، مهما كانت العواقب. وتبقى مدة تكوين حكام البطولة في تقنية "الفار" لسبعة أيام، غير كافية لتمكين قضاة الملاعب من استيعاب والتمكن الجيد من كل الوسائل والتقنيات المساعدة على قيادة مباريات البطولة باعتماد التقنية الحديثة دون وهفوات. وبالإضافة إلى ضعف تكوين الحكام، يبقى كذلك النقص الحاصل في معدات وتجهيزات التصوير، من أبرز أسباب البداية غير الموفقة لتقنية "الفار" في الملاعب الوطنية، إذ ساهم تموضع ومحدودية الكاميرات ونقصها في عدم وضوح الصورة وغياب زوايا مختلفة، تساعد الحكام في اتخاذ القرار الصائب في حالات تحكيمية عديدة ومراجعتها بتدقيق كاف.