بعد تداول أنباء عن قرب عقد لقاء بين المغرب والجزائر في سويسرا، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة تشغيل الأنبوب المغاربي، وذلك بعد وساطة قادها الملك الأردني عبد الله الثاني، سارع النظام الجزائري لنفي ذلك. ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية المقربة من دوائر السلطة في الجزائر، عن ما وصفته بالمصدر الرسمي، أن هذه الأنباء عارية عن الصحة، وأن ملف الوساطة لم يدرج أبدا ضمن جدول اعمال زيارة ملك الأردن التي ركزت أساسا على مناقشة ومباحثات ملفات تخص العلاقات الثنائية. وتابعت الصحيفة نقلا عن ذات المصدر قوله، أن "كل ما تم تناوله في وسائل الاعلام في قضية وساطة الأردن بين الجزائر والمغرب يهم أصحابها، وأنه في الواقع هذا الملف لم يدرج في جدول الأعمال ولم يتم التطرق إليه". وكانت وسائل إعلامية إسبانية قد كشفت عن جهود وساطة يقودها الملك الأردني عبد الله الثاني، لإذابة الجليد بين الجزائر من جهة، والمغرب وإسبانيا من جهة ثانية. ونقلت صحيفة "لابانغوارديا" الإسبانية عن مصدر جزائري، دعم الجزائر للوساطة الأردنية من أجل إعادة تشغيل الأنبوب المغاربي، وأكد أنه "يمكن أن يحدث قريباً وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا". وأشارت الصحيفة إلى أن ملك الأردن قبل وصوله إلى الجزائر توقف في القاهرة والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أيد بدوره الوساطة التي تعتزم المملكة الهاشمية تنفيذها، لافتة الى أن العاهل الأردني أحرز "تقدماً كبيراً جداً" من الممكن أن يفضي إلى اجتماع جزائري مغربي في سويسرا، ونقلت عن الدبلوماسي الجزائري ان هذا الاجتماع "قد يكون قريباً جداً أيضاً". وليست هذه هي المرة الأولى التي ترفض فيها الجزائر محاولات وساطة قادتها عدة دول لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والتي قررت الجزائر قطعها في غشت 2021، وكذا إغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات المغربية، وذلك في سياق تصعيد غير مسبوق من الجارة الشرقية تجاه المملكة، كما ضربت عرض الحائط كل المبادرات التي قدمتها الرباط لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين.