أكد إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، أن "الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش شكل جيلا جديد من الخطابات السامية لجلالته بمناسبة عيد العرش الذي عادة ما يخصصه جلالة الملك لعرض حصيلة مفصلة لإنجازات الدولة على مدى سنة، حيث جاء هذا الخطاب جامعا مانعا بين دروس الحصيلة والتوجهات الاستراتيجية نحو المستقبل". ويرى السنتيسي، في تصريحاته ل"كود"، أن الملك أسس في مستهل الخطاب للمرجعية الثابتة المؤسسة على التلاحم الوثيق بين العرش والشعب كدعامة أساسية لقوة المغرب دولة و شعبا، كما ربط الملك هذا الخطاب السامي بالسياق الجيواستراتيجي المطبوع بتداعيات الازمة الوبائية و التقلبات الاقتصادية الدولية المؤثرة على الاقتصاد الوطني. بعد هذا المنطلق التأسيسي، يضيف رئيس الفريق الحركي قائلاً: "وجه جلالة الملك أول رسالة تهم الحكومة بالأساس ومختلف المؤسسات و القوى الحية ببلادنا و المتمثلة في دعوة جلالة الملك الى إعمال روح المبادرة و مقومات الصمود مكرتكز للاستقرار الاجتماعي وفي عمق هذه الرسالة توجيه ملكي الى ضرورة تقديم البدائل و عدم الاستسلام للأزمة كما أكدت هذه الرسالة في مضمونها على أن مغرب التقدم و الكرامة رهين بمنظومة العمل المشترك لجميع مكونات الأمة ونستنبط من هذا التوجيه الملكي الحكيم ضرورة جعل التنمية فوق كل الحسابات والمواقع". وأبرز أنه "من الرسائل الاساسية كذلك في خطاب جلالة الملك دعوته السامية بصفته أسمى سلطة في الدولة و بصفته كذلك أمير المؤمنين الى ضرورة مراجعة مدونة الاسرة بمنظور يؤسس للأسرة كمجتمع ديمقراطي مصغر تتوازن فيه الحقوق والواجبات في احترام تام لثوابت الشريعة الإسلامية والخصوصية المغربية في تناغم مع إعمال روح الاجتهاد و الانفتاح على قيم الحداثة و الروح الإيجابية لحقوق الانسان". وأضاف أن الخطاب الملكي شخص معالم المرحلة السابقة و خلص جلالته إلى نقاط القوة المتمثلة في المقاومة المتميزة للآثار السلبية لجائحة كورونا مشيدا بالنموذج المغربي في مقاومة هذه الآثار اقتصاديا واجتماعيا وطبيا. وذكر السنتيسي، في ذات السياق، أن "الخطاب الملكي أبرز أن الملكية كصمام للأمن والاستقرار ببلادنا هي دائما في صلب انشغالات المغاربة و تطلعاتهم من خلال إشادة جلالته بالدور الطلائعي و الاستراتيجي للدولة و السلطات العمومية بمختلف مكوناتها في توفير الأمن الصحي والغذائي والاجتماعي رغم التقلبات والظروف". وزاد: "رفعا لكل استغلال سياسوي للمشاريع الكبرى للدولة أكد جلالة الملك ان الورش الاستراتيجي المتعلق بالحماية الاجتماعية بأجندته الواضحة والمحددة و كذا دعم الفئات الاجتماعية و الفلاحين و ساكنة العالم القروي في ظل أزمة كورونا والجفاف هي مشاريع للدولة تحت الرعاية السامية لجلالته نصره الله. كما دعا في هذا الاطار إلى التعجيل بإخراج السجل الاجتماعي". ووفي رسالة عميقة لكل من يهمه الامر، يقول رئيس الفريق الحركي ل"كود": أبرز جلالة الملك حرص الدولة بقيادة جلالته الحكيمة و الرشيدة على ضرورة احترام كرامة المغاربة و أن كل ما أنجز لصالحهم هو قليل في حقهم.". كما أوضح أن الملك شدد على وضع حد للاحتكار والمضاربة في الأسعار وتغليب المصالح الذاتية عن المصالح العامة ، داعيا الحكومة و مختلف الفاعلين الى خلق جاذبية للاستثمار الأجنبي واستئصال العراقيل المقصودة و المصطنعة، كما دعا جلالته الى إعمال التضامن الوطني وأردف السنتيسي أن الملك وجه رسالة واضحة المعالم إلى أطراف داخل الوطن وخارجه بأن المغرب ماض في بناء جسر المحبة و الوحدة بين الشعبين المغربي والجزائري رافض جلالته، بحزم و صرامة ، كل المحاولات الساعية فاشلة، الى الاساءة للعلاقات التاريخية و المستقبلية بين الشعبين الشقيقين". وختم تصريحه مع "كود" بالقول: "خلاصة القول فالخطاب الملكي السامي وضع أسس واضحة ورؤية إستراتيجية للمرحلة المقبلة ورسم خريطة طريق لعمل مختلف المؤسسات ، وهو ما ينبغي وقفة جماعية حكومة وبرلمان وكل المؤسسات المنتخبة والمؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع لتصحيح أعطاب هذه المرحلة والتأسيس لأسلوب وبرنامج عمل مشترك جديدين في الدخول السياسي والاجتماعي المقبل لتنزيل التوجيهات الملكية الحكيمة على أرض الواقع . ونتمنى أن يلتقط الجميع هذه الرسائل الملكية البليغة في مضمونها وأبعادها خدمة لمصلحة الوطن والمواطنين".