أكد فاعلون مغاربة في ألمانيا أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال19 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، يعد خارطة طريق لتصحيح الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية وفق نموذج تنموي جديد. وأبرزوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء، أن الخطاب الملكي تضمن رسائل واضحة الى كل المسؤولين والمنتخبين للنهوض بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين من خلال تأكيد جلالته على "تجديد النموذج التنموي الوطني". وفي هذا الصدد، يرى محمد عسيلة مستشار في شؤون الهجرة والتربية والاندماج بألمانيا أن خطاب العرش لهذه السنة جاء لتقويم مختلف الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فانه يتسم بالجرأة والواقعية والشفافية. وأضاف أن خطاب جلالة الملك ينم أيضا عن الحكمة والتبصر، وجاء ليحاصر كل ما من شأنه أن يقوض تماسك النسيج الاجتماعي، حيث دعا جلالته الى الوحدة والتلاحم. واعتبر أن الخطاب الملكي "جاء لإعادة الثقة في مؤسسات الوساطة السياسية والاجتماعية لدورها الطلائعي و الاستباقي في جس نبض الشارع المغربي وخلق حوار مبدئي و شمولي، ولقطع الطريق أمام المزايدات الشعبوية التي تبخس عمل المؤسسات وباقي الفاعلين المؤطرين للشأن العام". كما أكد جلالة الملك، حسب الفاعل المغربي، على قيم الوطنية، الحلقة التي تعزز الوحدة والتضامن، كما قال جلالته "المغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات." وفي رأي كريم زيدان، رئيس شبكة الكفاءات المغربية بالمانيا، فإن الخطاب الملكي السامي شامل وكامل، وتطرق لمجموعة من المواضيع. وأضاف أن جلالة الملك وضع الاصبع على أحد أهم الاختلالات الاجتماعية التي يتعين تصحيحها ويتعلق الامر بقطاع التعليم خاصة التعليم الاولي كاساس للاصلاح في هذا المجال، حيث شدد جلالته على "ضرورة التركيز على المبادرات المستعجلة في ما يتعلق بإعطاء دفعة قوية لبرامج دعم التمدرس، ومحاربة الهدر المدرسي، ابتداءا من الدخول الدراسي المقبل، بما في ذلك برنامج ' تيسير' للدعم المالي للتمدرس، والتعليم الأولي، والنقل المدرسي، والمطاعم المدرسية والداخليات". وأشار الفاعل المغربي إلى تطرق جلالته أيضا الى مجال الصحة والحماية الاجتماعية، مشيرا في هذا الصدد الى "السجل الاجتماعي الموحد" الذي أعلن عنه جلالته والذي "يعد مشروعا اجتماعيا استراتيجيا وطموحا يهم فئات عريضة من الشعب المغربي". ونوه المتحدث بتضمن الخطاب الملكي توجيهات سامية من أجل إشراك الشباب في هذا الاصلاح وتجديد النخب لرفع مختلف التحديات التي تواجه المجتمع. من جانبه، أبرز أنيس بومسهولي، الأمين العام للجمعية المغربية الألمانية، أن الخطاب الملكي السامي يتسم في مضمونه بنظرة مستقبلية واضحة، دعا من خلالها جلالة الملك محمد السادس المؤسسات الحكومية والهيآت السياسية و النقابات إلى العمل من أجل تحقيق انتظارات المجتمع المغربي. وشدد على أن مأسسة الحوار الإجتماعي وتبني استراتيجيات قطاعية بعيدة المدى، يبقى الحل الناجع لتجاوز الاختلالات الإجتماعية الناتجة عن المخططات الحكومية القصيرة الرؤى. وأكد بومسهولي على تشبث المغاربة في ألمانيا بوطنهم الأم وحرصهم على المساهمة في تنميته وتقدمه من خلال العمل على تعزيز صورته في الخارج، والاندماج في بلدان الاستقبال دون التخلي عن هويتهم ، مذكرا بقول جلالة الملك في خطابه السامي "المغرب هو وطننا، وهو بيتنا المشترك. ويجب علينا جميعا، أن نحافظ عليه، ونساهم في تنميته وتقدمه."