جعل العسكر الجزائر عارية. ومكشوفة. جعل كل ما يقع فيها معروفا ولا يحتاج إلى جواسيس. جعل من الجزائر نكتة يتداولها الناس في ما بينهم. جعل كل ما يحدث فيها موضوعا للتندر. جعل منها فضيحة. لذلك كانت فكرة الجواسيس هذه مضحكة. وتظهر النظام الجزائري مستنفدا لكل الحيل. و متخبطا. وفي ورطة. ويبحث عن عدو بكل الطرق الممكنة. ويعيش في عوالم موازية. وفي حقبة من التاريخ انتهت منذ عقود. وفي حاجة إلى الجواسيس. ويبحث عنهم في كل مكان. يبحث عنهم في وفد إعلامي. وفي أي شيء. بينما لا يحتاج أحد لأن يتجسس على نظام لا ينجز مشروعا إلا وفشل فيه. ولا يتقدم خطوة إلا ليتراجع إلى الخلف. إنه جاسوس نفسه. ويفضحها في كل العالم. ولأنه نظام قديم. و مهترئ. لم يجد أي تخريجة. ولم يعثر على أي حل إلا أن يلصق التهمة بالوفد الصحفي المغربي. المرافق للبعثة الرياضية المشاركة في الألعاب المتوسطية. مسيئا بذلك إلى الجاسوسية. وإلى ذكاء الأنظمة. وإلى العقل البشري. مستنجدا بتصور كاريكاتوري لعمل الجاسوس.الذي يأتي متنكرا في صورة صحفي. حاملا جريدة. وكاميرا. وقد فطن النظام الجزائري بشكل استباقي لتنكر الجواسيس المغاربة في صورة صحافيين. وكان يعلم بمخططهم المتمثل في تصوير إنجازات نظام العسكر. وأن المخزن هو الذي أرسلهم لنسخ حفل الافتتاح الناجح والمبهر. و لسرقة التقنيات المستعملة في تعشيب الملاعب. التي يحيطها النظام بتكتم مطلق. كي لا يحصل عليها الخصوم بالمجان. ولمعرفة السر الذي يجعل الملاعب عندهم خالية من الحفر. ولولا يقظة العسكر. ولولا حذرهم و ذكاؤهم لدخل الصحافيون المغاربة. ولسرقوا كل خبرة النظام الجزائري. و لعادوا محملين بعبقرية العسكر. وبكل أسرار تفوقه الديمقراطي والاقتصادي. و لقاموا بنسخ كل ما يقع. وكل أسباب الرخاء. وكل معالم التقدم الذي حققه النظام الجزائري. و لتظاهروا بتغطية الألعاب المتوسطية. بينما الهدف الذي جاؤوا من أجله. هو التجسس. وهو سرقة التجربة. ونقل الإنجازات. وشفط النموذج كله. والعودة به إلى المغرب. من أجل تفكيكه. ومن أجل تطبيقه هنا. لكن فطنة وحيطة شنقريحة والرئيس الذكي تبون حالت دون تنفيذ خطة المخزن المغربي. ومنعت جواسيسنا من التلصص على القوة الضاربة. التي يتحدث عنها الجميع. داخل الجزائر. وخارجها. بسخرية. القوة الضاربة التي فشلت في كل شيء. ولتبرر فشلها ولتستمر في السلطة تبحث عن الجواسيس في كل مكان. و تتخيلهم. و تتخبط في السيناريو الذي أعدته وتنفي. وتؤكد. وتتحدث عن جاسوس مغربي في صحافي. ثم تتراجع عن ذلك. دون أن تنجح السلطة الجزائرية في أي شيء تقوم به. وحتى اتهام المغرب. وحتى اختلاق الأكاذيب تفشل فيه. مفضوحة مكشوفة تجعلها أساليبها القديمة تتجسس على نفسها وتعريها دون حاجة إلى أي عدو خارجي. وليتأكد الجزائريون وغيرهم أن عدو الجزائر والذي يتجسس عليها ويكشفها أمام كل العالم. ويحولها إلى أضحوكة. هو نظامها. وليس أي أحد آخر.