اهربْ أيها الشعب الجزائري العظيم من النظام الجزائري. اهربْ من العسكر. اهربْ من عبد المجيد تبون. اهرب من شنقريحة. اهربْ قبل أن يصيبوك بالعدوى. انجُ بجلدك أيها الجزائري. فقد اكتشف واحد منهم أن المغرب هو من يقف خلف تدهور عشب ملعب كرة قدم جزائري. وهو الذي جعله غير صالح لإجراء مباراة. وهو الذي صنع فيه الحفر. والمطبات. وهو الذي جعله مهددا لسلامة اللاعبين. وأن المخزن يقف خلف تعادل منتخبكم الوطني. اهرب. اهرب أيها الشعب الجزائري. وأي تأخر منك. وأي تردد. فهو خطر عليك. اهرب من هذا الجو. اهرب من هذا الكلام. وهذا الخطاب. وهذا الجنون الذي ينشره النظام. اهرب من هذا المرض. اهرب من هذه الحمى التي من أعراضها تخيل عدو مغربي. فهذا كثير. وغريب. ولا يمكن تصديقه. ولا يمكن أخذه على محمل الجد. والمؤامرات الساخرة تزحف. وكل يوم يتحفنا النظام الجزائري بالجديد. والخوف أن تتعود أيها الشعب الجزائري. وأن تتكيف مع خطاب المؤامرة غير المتقنة. والمصنوعة على عجل. اهرب. اهرب. فهذا لم يقع في أي فترة في التاريخ. وقد كنا نقول إن النظام مسجون في القرن الماضي. لكن قصة العشب هذه. وقصة البطاطا. وقصة دولة من شمال إفريقيا. وقصة أن المغرب يقف خلف كل شيء يحدث عندكم. وخلف النار. وخلف الجفاف. وخلف الماء. وقصة إضرام المغرب للنار في منطقة القبايل. كل هذه القصص لم تكن في أي قرن. ولا في أي حقبة. وحتى قبل أن تظهر الدول لم يكن هناك من لا يحرص على صورته إلى هذا الحد. ومن يسيء إليها. لم يكن الأمر مضحكا في أي عصر من العصور إلى هذا الحد. ولم يكن عبيطا إلى هذا الحد. ولم يكن بكل هذا الارتجال. وبكل هذا التهور. وبغياب أي احترام للعقل الإنساني الذي لا يصدق أي شيء. إذ لم يتدخل أي نظام. في عملية منظمة. وفي تدخل مسلح. للحجز على صناديق البطاطا. كأنها معبأة بالكوكاكيين. وكأن حبات البطاطا تنتمي إلى تنظيم داعش. وكأنها مشتعلة. وكأن البطاطا معرضة للانفجار. اهرب إذن. اهرب من نظام يحارب البطاطا. اهرب أيها الشعب الجزائري. قبل أن تنفجر من الضحك. اهرب حفاظا على توازنك. اهرب من هذا النظام العجيب. فنحن هنا نتفرج في ما يحدث عندكم ونتضامن معك أيها الشعب الجزائري الشقيق. نحن هنا لنا مشاكلنا. ولنا أزماتنا. لنكن دولتنا لم تبلغ هذا الحد. ولم نضبطها يوما تحمل سلاحا في وجه الدلاح مثلا. هذا مستحيل بالنسبة إلى المخزن. بينما أي شيء صار بالنسبة إلى النظام الحزائري متوقعا. صار قادرا على فعل أي شيء. وعلى مهاجمة الحمص. وقد رأينا قوى الأمن الجزائرية. وهي مدججة بالأسلحة. تقتحم مخزنا للبطاطس. وتقبض على حبات البطاطا وتفككها كما يتم تفكيك الخلايا الإرهابية. وكل ذلك مصور. وكل ذلك يبثه النظام الجزائري على شكل دعاية. ويفتخر به. ويروجه. كل هذه البطاطا التي تمت مداهمتها بروباغندا. فاهرب أيها الشعب الجزائري قبل أن يعثر النظام الجزائري على مغاربة في حبات البطاطا. وقبل أن ينبت المغاربة تحت الأرض. وتتطاول أغصانهم. اهرب من نظام لم يعد يعنيه ذكاء الشعب الجزائري. وصار يخترع المؤامرات كيفما اتفق. اهربْ من نظام لم يعد يهتم. ولم يعد يفكر. ولم يعد له عقل. ويبدو أنه يسارع الوقت. ويبدو أنه في عجلة من أمره. وفي حاجة إلى عدو. قبل فوات الأوان. ويبدو أنه في ورطة غير مسبوقة. ولذلك فهو يرى المغرب في كل شيء. وفي عشب الملعب. وفي الفساد. وفي منطقة القبايل. ولا أفضل من توظيف إسرائيل. فهي صالحة لكل المؤامرات. ومثيرة. والعالم كله استعان باليهود ليتهمهم بالتآمر عليه. اليهود ملح المؤامرات. اليهود يليقون بها ويساهمون في منحها جدية تفتقدها. ويساهمون في جعلها مثيرة. وقد استعمل النظام الجزائري اليهود متأخرا. وبعد لم يعد أحد يوظفهم. اهرب إذن. اهرب من نظام لا يبذل أي مجهود في اللعب على المؤامرة. ولا يتدرب عليها. ولا يعرق من أجلها. ولا يشتغل عليها. ولا يتقنها. ويقدمها ساخرة. ومكشوفة. وغير مثيرة. ولا يصدقها عاقل. اهرب من نظام لا يبدو جادا. ويتصرف كأنه هاو. وبطريقة لا تعير اهتماما لذكاء المواطن الجزائري. اهرب أيها الشعب الجزائري قبل فوات الأوان. اهرب حفاظا على توازنك وعلى سمعتك وعلى عقلك السليم. اهرب من نظام قال إنه كشف عن مؤامرة ضد الجزائر تعود إلى 2014. وقد ضبطها. وفك خيوطها. في الفيسبوك. وبعد كل هذه السنوات التي مرت. ومتأخرا كل هذا الوقت. دون أي إبداع. ودون أي إتقان لنظرية المؤامرة. ودون أي احترام للزمن وللنظام الجزائري وللمخابرات الجزائرية التي ظلت نائمة لسبع سنوات. قبل أن تستيقظ اليوم وتكتشف. و بإشراف مباشر من شنقريحة. أن "الماك". بمساعدة الكيان الصهيونى. ودولة في شمال إفريقيا. كانوا يهيئون لعمليات مسلحة داخل الجزائر. اهرب من نظام يقيل مسؤولا لأنه بث أغنية لفيروز. بدعوى أنها ترنيمة مسيحية. اهرب من هذا الجنون. اهرب من هذه الباروديا الفاشلة للأنظمة الأكثر انغلاقا في التاريخ. والأكثر تكييفا لشعوبها. والأكثر كذبا على مواطنيها. اهرب قبل أن تموت من الضحك أيها الشعب الجزائري. اهرب اهرب اهرب اهرب اهرب أيها الجزائري. إلى نفسك. إلى أي مكان لا توجد فيه قصص شنقريحة المتخيلة. والمكتوبة بطريقة رديئة. لا إمتاع فيها. ومستحيل أن يصدقها أحد. اهرب قبل أن يخرج المخزن المغربي من حبات الطماطم. ومن العنب. ومن القناني. ومن أحذية الرياضيين. ومن المطبخ الجزائري. ومن الحكومة الجزائرية. اهرب لأن النظام الجزائري يمنحنا قوة خارقة ليست لنا. ويصور المغرب كدولة قادرة على كل شيء. وعلى التغلغل في كل شيء. ولا شغل لها إلا التآمر على الجزائر. وعلى إفساد العشب في ملعب. اهرب. فقد قبضوا على مالك البار أيها الشعب الجزائري. وقدموه في التلفزيون الرسمي. وضبطوا في حانته نجمة داود. وبيرة هاينيكن. معترفا بكل جرائمه. اهرب بعقلك. اهرب. اهرب. فالمغرب في الماء. وفي الحدود. وفي الهواء. وفي السماء. وفي أخطاء النظام. وفي فساده. اهرب قبل أن تصدق هذه الخرافات. اهربْ. اهربْ. من نظام يحاكي محاكاة ساخرة أبشع الأنظمة الشمولية. ونقول إن هذا كثير. ومرعب. ومؤسف. ومثير للضحك في نفس الوقت. وقد تكون الدولة المغربية بكل السوء الذي يصوره لكم النظام الجزائري. وقد يكون المغرب عدوا. وقويا. وداهية. لكن ليس إلى حد أن يحمله النظام مسؤولية تدهور حالة العشب في ملعب كرة قدم. هذا عمل كاريكاتوري. هذا خبل. هذا ما لا يمكن أن تتخيله في أي بلاد أخرى. ولا في كوكب الأرض. ولا في أي كوكب آخر. هذا ما لا يمكن تحمله بالنسبة إلى أي شعب. لكن الشعب الجزائري أصبح مضطرا إلى أن يسمع مثل هذا الكلام. أصبح من المفروض عليه أن يصدق ذلك. بينما العشب تتحمل مسؤولية جودته الدولة الجزائرية. ولا دخل للمغرب فيه. والملعب جزائري. والسلطة جزائرية. والنظام وبدل أن يصلح العشب يصوب السلاح إلى صدر البطاطا. ولا دخل ل"الكيان الصهيوني". ولن يصلح المغرب العشب الجزائري. وليس دوره. وليس دور فرنسا. وليس دور أحد. لكن المؤامرة بلغت حدا لا يمكن تخيله. فاهرب أيها الشعب الجزائري قبل أن تصيبك اللوثة. وقبل أن يؤثر عليك شنقريحة. وقلوبنا معك أيها الشعب الجزائري الشقيق. ونتضامن معك وأنت ترى نظامك يداهم البطاطا. ويتحسسها. ويتلمسها. وينظر مليا إليها. مدججا بالأسلحة. ثم ونحن نرى صحفيا يتهم المخزن المغربي بإفساد العشب الجزائري. ومن يدري فالمخزن قادر على كل شيء. المخزن هذا ليس بشرا. المخزن لا يفرط فيه النظام الجزائري ويصنع منه أسطورة. فاهرب اهرب أيها الشعب الجزائري ولا تتأخر دقيقة واحدة. اهربْ إلى القنوات الفضائية. اهرب إلى الأفلام. اهرب إلى نيتفليكس. وتفرج في كرة القدم. ولا تتوقف في الطريق ولا تلتفت خلفك فقد تجد شنقريحة. وقد يقبض عليك. وقد يتهمك بالتآمر مع دولة في شمال إفريقيا. وبالضحك والسخرية من مؤامراته. وبعدم تصديقها. وبأنك تتهم من صنعها غياب حس الإبداع لديهم. وبغياب الإتقان في بنائها. وبإخراجها السيء. وقد يتهمك بتكذيب الرواية الرسمية. وقد يحاكمك فاهرب. فالنظام مفلس. وفي مأزق. وفي ضائقة. ويبحث عن عدو بكل الطرق. و يستعين بإسرائيل لتنقذه ويستعين بالمغرب فاهرب قبل أن يتهمك أيها الشعب الجزائري بالتآمر عليه. اهرب قبل أن يقول إنك تشتغل لصالح المغرب. اهرب اهرب من نظامك. فهو يعاني كثيرا. ومضغوط. ما يجعله خطرا على العقل. وعلى المنطق. وعلى الجزائر. وعلى جيرانه. اهرب قبل أن تصاب بالعدوى. وقبل أن تتفشى نظرية المؤامرة وتتحول إلى وباء في الجزائر اهرب اهرب من نظام يقبض على البطاطس ويداهم مخزنا لها. ويعتبر ذلك إنجازا يستحق أن يستعمله كدعاية له. اهرب من نظام لا يحترم ذكاء شعبه ولا يقوم بأدنى مجهود كي يقنعه بوجود مؤامرة ضد الجزائر. ولا يشتغل عليها وتشعر به متجاوزا. ومتهالكا. وقديما. وطاعنا في السن. ولا يتقن حتى البروباغندا ويسيء إلى سمعة كل الأنظمة العسكرية والشمولية. التي كانت بارعة في صناعة الأعداء. عكس نظام العسكر في الجزائري. الذي فشل في صناعة كذبة واحدة. بسيطة. رغم الإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها. ورغم الغاز. ليعثر بعد سبع سنوات على عملية مسلحة ضد الجزائر في صفحة في الفيسبوك. فاهرب فاهرب اهرب من هذا النظام الجزائري فهو يشكل خطرا عليك. وعلى العقل. وعلى المنطق. وعلى فن الدعاية. وعلى نظرية المؤامرة. وعلى التقدم. وعلى المستقبل. وعلى تلفيق التهم. وعلى كل شيء. وعلى العشب. وعلى البطاطس التي لم تسلم هي الأخرى منه. رغم أنها بريئة ومحايدة وليست مع أي طرف.