منذ مدة وهو يتهم المغرب. منذ فترة وهو يتحدث عن "نظام المخزن" وعن مؤامراته ودسائسه. بينما لا أحد يرد على السعيد شنقريحة. ولا أحد يرد على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. لا أحد في المغرب يبالي بما يقوله الجنرالات هناك. و خارجيتنا صامتة. ونظامنا المخزني كأنه ليس في هذا العالم. والحال أن النظام في الجزائر في حاجة ماسة إلى من يرد عليه. وتشعر بأن ذلك بالنسبة إليه مسألة حياة أو موت. واللامبالاة به تجعله في موقف مضحك. وتجعله محط هزء من كل العالم. وتجعل الشعب الجزائري يفقد أي أمل في نظامه. وكم طلب منا شنقريحة المساعدة. وكم استفزنا. واتهمنا بالتآمر عليه. و بإضرام النار في الغابات. وبعرقلة عجلة الاقتصاد. وبمحاولة تحجيم دور الجزائر في المنطقة. وكم لجأ إلينا كي ننقذه ونسايره في لعبته. وكم ناشدنا بأن نتآمر عليه فعلا. لكن لا أحد. ولا كلمة واحدة من طرفنا. ولا مراسلة. ولا بلاغ. ولا أي شيء. ولا تكذيب. وحتى الاستغراب لم يعد "نظامنا المخزني" يعبر عنه. وحتى الدهشة فإننا لم نعد نندهش. كأن شنقريحة غير موجود. كأن "النظام المخزني" صار مقتنعا بأن من يتهمونه هم في وضع ليس بالجيد. وأنهم معذورون. ومن الصورة التي يبدو عليها الجنرال شنقريحة. ومن نبرة صوته. يستشف أنهم يحتاجون إلى من يرد عليهم. وأن ذلك سيكون بمثابة علاج لهم. وأن ذلك سيكون تنفيسا عليهم. إلا أن المخزن بخيل ولا يرغب في أن يمنحهم هذه العدية. وقد قاطعونا. وقد أغلقوا مجالهم الجوي في وجه طائراتنا. وقد اتهمونا بما لا يصدقه عقل. ورغم ذلك لم نبعث لهم ولا برقية. ولا رسالة. ولا إس إم إس. وفي كل مرة يعيدون الكرة. ويعبرون بطريقتهم الخاصة إلى أنهم في حاجة إلى علاقات متوترة مع المغرب. وأن ذلك يمنح وجودهم الطويل في حكم الجزائر معنى. بينما المخزن يبخل عليهم بذلك. ويستكثر عليهم مجرد نفي للاتهامات. ويتظاهر بأنه لا يفهم رغبتهم. متنكرا للجيران. و للجنرالات الأشقاء. رغم أن سياستهم. وخططهم. ووجودهم. وبقاءهم متوقف على العداء للمغرب. وعلى الاستجابة لهم. وعلى الرد عليهم. وهذا ظلم من طرفنا. فلا يمكن لجار قريب أن يتهمك. ويعبر لك أنه محتاج لك كي ترد عليه. بينما أنت تمتنع عن ذلك. ولا تعير شنقريحة اهتماما. و يستجديك أن تصعّد معه. وأن تستجيب لرغبته في معاداتك. وفي شغل الشعب الجزائري بك. بينما أنت لا تتدخل. ولا تقوم بأي محاولة لإنقاذ النظام الجزائري. المحتاج أكثر من أي وقت مضى لشماعة يعلق عليها كل إخفاقاته. وخلوده في الحكم. لكن المغرب يرفض أن يرميه بطوق النجاة. ويترك شنقريحة لوحده يخاطب الريح. ويتركه لوحده يردد كلاما واتهامات لا يصدقها أي جزائري عاقل. وكم من رسالة. وكم من اتهام "خطير". بينما لا أحد في المغرب يكاتب الجنرال شنقريحة. لا أحد يأخذه على محمل الجد. لا أحد يرد عليه وهذا خطير وهذا الإهمال المغربي الرسمي لشنقريحة ولمن معه.قد يتسبب لهم في ما لا يحمد عقباه. وقد يغيظهم. وقد يؤثر عليهم كثيرا. وقد يتسبب لهم في مشاكل صحية لا تحصى. وقد يُتهم المغرب بأنه المسؤول عن ذلك وقد يحاسب على لا مبالاته وعلى عدم تدخله لإنقاذ نظام في حالة خطر. رغم أنه ظل يطلب النجدة وظل يطلب من الدولة المغربية بأن ترد عليه. لكنها تغافلته.