كل ما يحدث في الجزائر. كل ما يفعله النظام الجزائري بشعبه. كل القرارات الغريبة التي يقدم عليها الجنرالات. كل تلك الصور العجيبة التي تصلنا من جارتنا. كل تلك التدريبات العسكرية المضحكة. كل تلك المشاريع الاقتصادية. لا يمكن إلا أن تكون بفعل فاعل. ومستحيل أن يقترفها جزائري غيور على سمعة بلاده. وقد يكون المغرب متورطا. وغالبا هو. ولا أحد غيره. وقد يكون المخزن المغربي هو الذي احتفظ ببوتفليقة رئيسا للجزائر كل هذه المدة. وبعد أن شبع منه. أطلق عليه الحراك. وقد يكون هو الذي حنطه. وغالبا أن المخزن هو الذي عوضه بعبد المجيد تبون. وهو الذي سلط النظام الجزائري على الجزائر. لأنه من المستحيل على نظام عاقل أن يتخلص من بوتفليقه ويأتي بنسخة منه. نسخة ليس لها دهاء بوتفليقة. ولا خبرته. نسخة تغيظ كل من كان يحلم بذرة تغيير في الجزائر. بينما تشترك معه في كونهما معا من عالم انتهى. ومن ماض سحيق. ولا شك أن المخزن هو الذي وضع تبون كي تظل الجزائر غارقة في مشاكلها. وكي يظل الوضع كما هو. وكي يتقدم المغرب. وتبقى الجزائر عالقة في حركة عدم الانحياز. وكي تظل حليفة للماريشال تيتو. ولجمال عبد الناصر. وسوكارنو. وإذا لم يكن المغرب لوحده متورطا. فمعه دولة إسرائيل. أو أي دولة امبريالية واستعمارية أخرى. فالرجعيون في كل العالم يغارون من تبون. ومن إنجازات النظام الجزائري. ومن اشتراكيته. ومن سياسته الصناعية. ومن العدل ومن الحرية ومن الرخاء الذي يتمتع به المواطن الجزائري. ولذلك فكل ما يقع في الجزائر هو بفعل فاعل. وهذا الإلحاح على أن يحكم المحتضرون الجزائر. لا يمكن أن يكون اختيارا جزائريا. بل هو مفروض. ومخطط له. ومن تدبير مغربي إسرائيلي. وفي الخفاء. وفي الأحراش. هناك مخزن مغربي. وهناك يهود. فليس النظام الجزائري مجنونا. وليس ضد مصالح شعبه. كي يعذبه كل هذا العذاب. وغالبا أن المخزن متغلغل في تبون. وفي رأس السعيد شنقريحة. وإلا كيف نفسر رغبتهما في الحفاظ على جزائر الحرب الباردة. وإلا كيف نفسر إصرارهما على ترديد نفس شعارات الماضي. وعلى العيش في الستينيات. وإلا كيف نفسر معاكستها لرغبات الشعب الجزائري. ولتطلعه إلى الحرية. وإلى العيش الكريم. وأي شخص يعرف المخزن المغربي حق المعرفة. سوف يجزم أن النظام المخزني المغربي متورط حتى العظم. وهو الذي فرض تبون على الجزائريين. وهو الذي كان يعالجه في ألمانيا. كي لا يفقده. وكي لا يحرم من أفضل حليف له. وما يضحك العالم. وما تتداوله الصحافة في العالم عن مشاريع النظام الجزائري الاقتصادية. وما تتندر به المجلات الفرنسية عن صفقة عمومية جزائرية ضخمة لوضع محلات وكابينات للهاتف الثابت في الجزائر. في فترة عرفت انتشار المحمول. وصار فيها الهاتف الثابت ذكرى جميلة من الماضي. كل هذا ليس بريئا. ولا يمكن أن يأتي من النظام الجزائري. بل هناك يد للمغرب. هناك يد خفية تدفع العالم إلى الضحك على النظام الجزائري. والمخزن هو الذي يملي على الجنرالات ما يجب أن يقوموا به. وهو الذي اقترح عليهم تلك المشاريع. وهو الذي يخدعهم دائما بألاعيبه وحيله ومكره. وحتى الفساد وحتى أموال الشعب الجزائري وحتى الغاز الحزائري فالمغرب. وبمساعدة من الموساد. والامبريالية العالمية. وأعداء تحرر الشعوب. من سرق ثروات الشعب الجزائري. ولا أعرف لماذا لا يزال النظام الجزائري صامتا. ولا أعرف لماذا تأخر مجلس الأمن الجزائري الأعلى في اتهامنا. فنحن مسؤولون عن كل ما يحدث في الجزائر. ونحن سبب كل الإخفاقات. ونحن من نعرقل تقدم الحزائر. ونحن من احتفظنا ببوتفليقة ونحن من جئنا بعبد المجيد تبون ونحن من صنعنا جبهة الإنقاذ الإسلامية وأي شيء يحدث في الجزائر وأي احتجاج وأي نار تشب و أي ندرة في الماء وأي جفاف وأي فضيحة من النظام فنحن من نقف خلفها بتنسيق مع حليفتنا إسرائيل. أما اتهام النظام الجزائري لنا بأننا من أضرم النار في غاباته فنحن من نقف خلفه نحن من جعلنا النظام الجزائري يتهمنا كي نظهره غبيا. ومهووسا بنا. وقديما. و عبيطا. وكي نحرجه أمام الجزائريين وكي نكشفه على حقيقته أمام شعبه وأمام كل العالم. وكي نفضحه ونظهر أنه يعتمد علينا في حل كل مشاكله وأنه لا يستطيع العيش ولا الاستمرار في حكم الجزائر دون معاداتنا. ودون الاتكاء علينا. ولما تشتعل نحن السبب ولما تخمد نحن السبب ولا شك أن المخزن متورط ولا شك أنه هو من صنع النظام الجزائري وهو الذي صنع شنقريحة. وهو الذي منحه الرئيس عبد المجيد تبون. كي تظل الجزائر جامدة. ومتقدمة في السن ولا تبرح مكانها. ولا تقدر حتى على إطفاء نارها وحتى النار تسيسها وتحمل مسؤوليتها إضرامها للآخر.