النظام الجزائري معذور وشنقريحة بدوره معذور. وتبون معذور. كل مسؤول في الجزائر يكن العداء للمملكة المغربية ويحقد عليها. علينا أن نلتمس له الأعذار. فطبيعي أن يغضبوا من المغرب. طبيعي جدا أن يصاب العسكر في الجزائر بالسعار. طبيعي أن يهاجموا المغرب ورموزه. وعلينا أن نتفهم ذلك. علينا أن لا نحكم عليهم. ولا نحاسبهم. علينا أن لا نلومهم. علينا أن نقدر الوضع الذي يوجدون فيه. علينا أن ننظر إلى ما حققه المغرب في الأشهر الأخيرة. علينا أن نربط ذلك بالنجاحات المغربية المتتالية. علينا أن نعترف أن المغرب استفز النظام الجزائري كثيرا بانتصاراته السياسية والدبلوماسية. علينا أن نكون صرحاء وأن نقول إننا ظلمناهم. ولم نحترمهم. علينا أن نقر أننا فاجأناهم. وهذا ليس جيدا. وهذا فيه طعن للنظام الجزائري من الخلف. وهذا فيه خيانة لشنقريحة. هذا لا يليق بسلوك دولة هي المغرب لجارتها للجزائر. هذا لا يليق بتعامل بين دولتين شقيقتين. وقد كان علينا . وقبل أن نعلن رسميا عن اعتراف الولاياتالمتحدة بالصحراء المغربية. أن نستشير مع النظام الجزائري. ولم لا أن نقول لأمريكا لا. كان علينا أن نأخذ رأي شنقريحة. كان علينا أن نرفض الاعتراف الأمريكي احتراما منا لجارتنا. كان علينا أن لا نغضبهم. كان علينا أن لا نوقظهم من نومهم العميق. ومن أوهامهم. ومن شعاراتهم. كان علينا أن لا نزعجهم بأي شيء إيجابي يحققه المغاربة. كان علينا أن نقف مكتوفي الأيدي. كان علينا أن نحافظ على الوضع كما هو. كان علينا أن نؤمن بالجمود. كان علينا أن نتخلف. ونتراجع. كان علينا ألا نحقق أي شيء ذي بال إرضاء للنظام في الجزائر. كان علينا أن لا نكون أصدقاء لأحد. كان علينا أن ننعزل. كان على علاقاتنا أن تكون متوترة مع كل العالم. كان علينا ألا نقبل فتح القنصليات في الداخلة. كان علينا أن نرفض حب العالم للمغرب. كان على مدننا أن لا تصير جميلة. كان على طرقنا السيارة أن لا تكون. كان علينا ألا نستثمر في أي شيء. ولا نقوم بشراكات مع أي أي حد. كان علينا ألا ننجز أي شيء. كان على علاقاتنا أن تكون متوترة مع أوربا. كان علينا أن نكون فاشلين. وقد أخذناهم على حين غفلة. ودون أن يتوقعوا منا ذلك. صدمناهم. ولذلك تصدر عنهم اليوم مثل هذه التصرفات. وهي مفهومة. ونحن مسؤولون عنها في المغرب. نحن الذين نتحمل أي رد غاضب من النظام الجزائري تجاهنا. لأننا مستفزون فعلا. ولأن دولتنا تتحرك. ولأن نظامنا ذكي. ويوظف الإمكانات القليلة المتاحة لديه. ويوظف موقع البلاد. ويوظف التاريخ. ويوظف عراقة الدولة المغربية. ويوظف انفتاحه. السياسي والاقتصادي. وهذا مغيظ للنظام الجزائري. فكيف لدولة ليس لها ثروات طبيعية. ولا غاز. ولا نفط. كيف لهذا المغرب أن يحقق كل ما حققه. ومن سمح له بذلك. من منحه الحق في أن ينجح. ويتطور. وينمو. وينظر إلى المستقبل. وينفتح. بينما العسكر لا يبرح مكانه. ولا يقدم أي شيء ملموس لشعبه. ولبلاده. ولا يتطور قيد أنملة. ولا يطور إلا عقيدة العداء للمغرب. ولذلك. فأي تصرف يقوم به العسكر في الجزائر وأي سعار يصابون به وأي حقد وأي عداء من طرفهم فله ما يبرره فدولتنا هي التي أغاظتهم صراحة وهي التي فاجأتهم. وهي التي حصلت على الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية. ونحملها من هذا المنبر كل المسؤولية وأي شيء يصيب النظام الجزائري وأي سكتة وأي نرفزة. وأي تدهور. وأي سقوط. وأي أزمة. وأي انهيار. وأي حقد. فالمغرب هو المسؤول عنه. وهو الذي كان مسببا له. وهو الذي لا يكف عن مفاجأة الجنرالات. وهو الذي لا يخبرهم بالخطوات التي سيخطوها. وذلك بشكل متعمد. ومقصود. وأي متتبع وأي ملاحظ وأي شخص عادي سوف يجزم أن ما حققه المغرب كان مؤلما كان صدمة للنظام الجزائري كان ضربة موجعة وأنه علينا أن نلتمس لهم الأعذار. وأن نتفهم كل ما يقومون به.