[email protected] شهد نزاع الصحراء منذ سنة 2005 توجها جديدا عندما إمتد السجال السياسي بين المغرب من جهة والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى في شق حقوق الإنسان من الملف، حيث ولجت الأطراف معتركا جديدا إستوجب تكييف رؤاها مع المستجد الدولي ذو البُعد الإنساني، والمبني على القيم الكونية لمجابهة التطور الجديد ذلك الذي كاد يتسبب في ولادة قيصرية لمقترح جديد يتعلق بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بطلب أمريكي. وتحول الموقف الأمريكي منذ 10 دجنبر الماضي بشكل كبير من خلال إعتماد الإدارة الأمريكية لتصور جديد يتسق و حق المملكة المغربية، حيث صادق الرئيس الحالي دونالد ترامب على القرار القاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء، وهو القرار الذي سينعكس على شتى أبعاد نزاع الصحراء سواء منها السياسية أو الإقتصادية أو الحقوقية أو الإجتماعية، وذلك بالنظر لكونها قوى عظمى متحكمة بزمام الملف على مستوى مجلس الأمن الدولي ولاعبا رئيسيا بمختلف أجهزة الأممالمتحدة التي تعد أكبر مساهم مالي فيها. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس السابق للجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون الساقية الحمراء، ورئيس منظمة السلم والتسامح للديمقراطية وحقوق الإنسان، محمد سالم الشرقاوي ل"كَود"، أن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية يعد منعطفا جديدا في تاريخ قضية الصحراء، ولا سيما في شقه المرتبط بحقوق الإنسان، موضحا أن أول تداعيات القرار الأمريكي على الشق الحقوقي من النزاع يتعلق أساسا بوأد أي محاولات مستقبلية لتوسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوف الإنسان، خاصة أنه الوتر الذي لطالما عزفت الجزائر وجبهة البوليساريو وجنوب أفريقيا أيضا خلال عضويتها غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي سمفونياتها المعادية للوحدة الترابية للمملكة عليه. وأضاف محمد سالم الشرقاوي في تصريح خص به "كَود"، أن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء سينعكس حتما على الوضع الحقوقية، موضحا أن مجتمع حقوق الإنسان في الصحراء سيحظى بفرصة هامة لتجويد عمله من خلال الشراكة مع الفعاليات الحقوقية الأمريكية ذات المصداقية والشريك المؤثر عالميا، موردا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مدركة تمام الإدراك لجزئيات وضعية حقوق الإنسان في الصحراء نسبة لزيارات مستمرة لمستشاري السفارة الأمريكية بالرباط، مؤكدا عدم ضرورة السماح بأي تراجعات حقوقية قد تشوش على علاقات الطرفين، مشددا أن عمل الولاياتالمتحدة وممثليها سابقا كان محفزا أساسيا لترقية وضعية حقوف الإنسان. وأفاد رئيس منظمة السلم والتسامح للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن الاعتراف الأمريكي سيفسح المجال أمام ترقية الوضعية الحقوقية بالمنطقة، خاصة على مستوى الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، مبرزا وجوب استثمار هذا الإعتراف والإصطفاف الأمريكي لتغذية الحقائق حول المجال الحقوقي في الصحراء على المستوى الدولي وأمام الآليات الدولية لقطع الطريق أمام أي صورة سوداوية يحاول البعض رسمها عن المنطقة وإستعمالها للتشويش السياسي. وخلُص المتحدث من جانب آخر، أن المملكة المغربية وساكنة الأقاليم الجنوبية والمجتمع الحقوقي رابحون من القرار، حيث ستتفادى الولاياتالمتحدة إحراج المغرب حقوقيا في نزاع الصحراء، كما سيمكن من الاعتراف من خلق شراكة مستقبلية بين حقوقيي المنطقة ونظرائهم في الولاياتالمتحدة ما سينعكس بالإيجاب على مناخ الحريات بالمنطقة وحقوق الساكنة الإقتصادية والإجتماعية، مشددا أن حليفا من قبيل الولاياتالمتحدة بمجلس حقوق الإنسان بجنيف السويسرية سيّمكن من ترويج الصورة الصائبة عن وضعية حقوق في الصحراء على أوسع نطاق. ومن جانب آخر، أورد عدنان ابريه، الناشط الحقوقي شقيق المختطف من لدن جبهة البوليساريو، الخليل احمد ابريه، ل"كَود"، أن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية تاريخي ومنصف للمملكة المغربية ولم يأتي على سبيل الترف السياسي أو كمقايضة بثوابت المملكة القومية، مؤكدا أنه وضع حدا لتصور قديم تأخرت الولاياتالمتحدة في تصحيحه. وأشار الناشط الحقوقي، عدنان ابريه، أن موقف الولاياتالمتحدة القاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء سيُمكن أولا من وضع حد لمساعي جبهة البوليساريو ومن وراءها الجزائر لتوسيع صلاحيات البعثة الأممي في الصحراء "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، إذ سيدق القرار آخر مسمار في نعشها ليُقبره هذا الإصطفاف المجاهر به إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وأكد عدنان ابريه، أن الإعتراف الأمريكي سيكون له ما بعده وستُعاني جبهة البوليساريو والجزائر من تداعياته، حيث ستُسلط الإدارة الأمريكية الضوء مستقبليا على الوضع الحقوقي المتردي في مخيمات تندوف، وستعمل على تحريك مياهه الراكدة من خلال توصيات مستقبلية تدين المسؤولين عن تدبير شؤون مخيمات تندوف، كما سيُمكن من إحياء والدفع بعديد الملفات الحقوقية نحو واجهة التقاضي الدولي، خاصة ملفات ضحايا سجن الرشيد سيء الذكر، وقضية شقيقه الخليل احمد ابريه الذي تختطفه الجزائر منذ أكثر من 12 سنة، فضلا عن ملفات أخرى تتابع بشأنها قيادات البوليساريو في إسبانيا، وملف الشباب الذين اغتالهم الجيش الحزائري بدم بارد مؤخرا. وإسترسل المصدر، أن الولاياتالمتحدة باعترافها بمغربية الصحراء من شأنها ممارسة الضغوط اللازمة على الجزائر وجبهة البوليساريو لتحمل مسؤولياتها اتجاه الوضعية الكارثية للمخيمات والتي يعاني ساكنتها من عديد الإنتهاكات كتقييد حرية التنقل إلى غير ذلك من التجاوزات، علاوة على تنظيم جولات في المخيمات للإطلاع عن كثب على واقع المعاناة فيها، وإدانة مَسِّ جبهة البوليساريو ومن خلفها الجزائر بالحق في الحياة من خلال تهديدها لإستقرار وأمن المنطقة باستفزازتها خلف الجدار الرملي.