يبدو أن الصبليو عياو من الإنحناء أمام الضغط المغربي، الذي اشتد عليهم في السنوات الأربع الأخيرة، بعدما قام المغرب بخنق اقتصادي سبتة ومليلية، واستعمل مرات كثيرة ورقة الهجرة السرية كضغط على الجارة الايبيرية، زيادة على التعاون الأمني الذي يجنب الاسبان عمليات ارهابية بفضل الضربات الاستباقية للأجهزة المخابراتية المغربية. الصبليون، وبعد حرب توسيع الحدود البحرية للمغرب، التي حاولوا حصارها، ومنع المغرب بشكل أحادي من توسيع حدوده، يستعملون الآن ورقة الاستيراد والتصدير لتنبيه السلطات المغربية، إلى أن خنق الثغور المحتلة سيقابله من الجهة الأخرى خنق الاستيراد والتصدير. السلطات الإسبانية، شرعت في الشهرين الأخيرين في تطبيق قانون يمنع على الشاحنات والحافلات غير الاسبانية، أن تلج الأراضي الاسبانية وفي خزانها أكثر من 200 لتر من الوقود، وذلك حتى تجبر هذه الشاحنات التي تستغل طرقها، على شراء وقودها. وكان هذا القانون ساري المفعول من سنوات، لكنه كان يطبق على دول أخرى في الاتحاد الاوروبي، ولم يكن يطبق على المغاربة، إلا أن السلطات الاسبانية قررت في الشهرين الأخيرين، إجراء تفتيش يومي لأزيد من ستين شاحنة مغربية، من أصل خمسمائة تدخل كل يوم، وفي حال عثر على أزيد من 200 لتر من الوقود في خزان الشاحنة، فإن السائق يدفع غرامة قدرها 700 أورو. ولعل توقيت تطبيق هذه الغرامات على الشاحنات المغربية، يشير إلى توقيت فتح المغرب لحدود مع دول العالم، ورفضه الحديث عن فتح الحدود مع سبتة ومليلية، اللتان تأرثا بشكل غير مسبوق بسبب اغلاق الحدود، ذلك أن اقتصادهما يعتمد بشكل أساسي على المغاربة والتهريب.