كازا.. برجل في الحجر وأخرى خارجه. هكذا هو أسلوب عيش ساكنة المدينة في زمن «كورونا». فرغم تصدر العاصمة الاقتصادية القائمة من حيث عدد الإصابات المسجلة الوباء، إلا أن قاطنيها ما زالوا يتعاملون مع هذا الضيف الثقيل بتفاوت بين ملتزم بشكل كامل بالتدابير الوقائية التي أعلنت عنها السلطات العمومية للسيطرة على (كوفيد 19) وبين فئة لم تنخرط جديا في هذه العملية، بل والأكثر من ذلك تأخذ المعركة التي تخاض ضد هذا العدو غير المرئي باستهتار كبير، وهو ما يظهر من خلال السلوكات الغريبة التي تصدر عنها في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر منه المملكة، والتي بات ينظر لها بدهشة واستغراب كبيرين. آخر هذه المظاهر التي ركزت الأنظار علي المدينة في وقت تتوالى الأخبار السارة من بمدن نجحت في التخلص الفيروس، ما شهدته منطقة الحي الحسني، حيث تحركت مصالح الأمن لتنفيذ تدخل بعد توصلها بأخبار تفيد خرق عدد من الشباب ل «الطوارئ الصحية» بإقامتهم مباراة في كرة القدم. وحسب ما أكدته مصادر موثوقة، ل «كود»، فإن هذه العملية أسفرت عن توقيف مشتبه فيهم، فيما أطلقت أبحاث مكثفة لوضع اليد على باقي المتورطين في هذا الفعل المتهور. ولم يكن هذا الخرق السافر وحده الذي سجل في الساعات الماضية، فقبله بيوم صدم سكان العاصمة الاقتصادية بعد اطلاعهم على شريط عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لازدحام شديد للمواطنين، دون احترام أدنى شروط الوقاية ومنها المحافظة على مسافة الأمان، أمام مخبزة بدرب غلف لاقتناء الخبز. وفجر هذا الفيديو موجة غضب كبير واستنكار كبيرين، لتتحرك بعده السلطات المختصة التي سارعت إلى إغلاق المحل المذكور، والذي تسبب في تجمع وفر بيئة خصبة لتفشي «كورونا»، وهو ما يضرب كل الجهود المبذولة للتصدي لهذا الوباء. ويأتي تسجيل هذه السلوكات الطائشة في وقت ما زالت تشهد فيه من المناطق بالبيضاء ازدحامات، وتجمعات، وتكتلات بشرية بالأسواق الشعبية، والمخابز ببعض الأحياء الشعبية ء وكأن المدينة ليست «بورة كبيرة لكورونا» كما هي عليه حاليا، وهو الوضع الذي لم يعد يتقبله عدد من ساكنتها الذين ارتفعت أصواتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بالتدخل في صامة في مواجهة «جيش المستهترين» الذين تمدد تصرفاتهم من عمر الأزمة.