في خطوة غير محسوبة العواقب، شهدت الأسواق الشعبية في مكناس، صبيحة اليوم، ازدحاما كبيرا لم تعهده المدينة منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية. موقع « فبراير » سجل ازدحاما مخيفا ب »سويقة » حي البساتين الشعبية، حيث مئات المواطنين يجوبون الشارع الكبير، في ينذر بتفجر بؤر جديدة لوباء » كورونا » المستجد، بسبب غياب الاحتياطات الضرورية، وعلى رأسها مراعاة المسافة بين الأشخاص، فضلا عن استهتار كبير بارتداء الكمامات الوقائية، إن في صفوف المواطنين أو بين تجار الخضر والفواكه. عناصر الأمن وأعوان السلطة يصارعون من أجل ضبط الوضع، حيث وضعت حواجز أمنية لمنع ولوج السوق على كل من لا يتوفر على شهادة التنقل الاستثنائية، فيما تكلفت عناصر أمنية بتوجيه المتسوقين، وتحذيرهم من مغبة التهاون في ارتداء الكمامات الوقائية، لكن الازدحام حول فضاء » السويقة » إلى ما يشبه ملعب كرة قدم يعج بالمتفرجين، المسافة التي تفصل بين الأفراد في مستوى الصفر. وبمحاذاة مقاطعة البساتين، اصطفت دبابات الجيش، وعناصر الأمن، في إجراء احترازي ووقائي يروم تنبيه المواطنين، ودفعهم لاحترام حالة الطوارئ الصحية، التي انخرطت فيها جميع الأجهزة الأمنية، اعتبارا لضرورة تجاوز محنة الجائحة، والانتصار على الفيروس بأقل الخسائر الممكنة. مواطنون علقوا على الازدحام الذي شهدته بعض مرافق المدينة بكون احتياجات شهر رمضان الأبرك فرضت الخروج للتسوق، فيما ذهب آخرون إلى أن هذا المشهد ينذر بتجدد انتشار وباء « كورونا » في المدينة، بعد أن سجلت مكناس تفوقا ملحوظا في معركة الكفاح ضد كوفيد19. استهتار عدد من المواطنين يقابله صمود عناصر الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة في الشوارع، ومعهم رجال النظافة ومستخدمو جماعة مكناس، حيث الانكباب على التحسيس والتوعية والتطهير والمراقبة.. متواصل هنا وهناك، بينما تتواصل مجهودات الأطقم الطبية والتمريضية في مستشفيات العاصمة الإسماعيلية لتمكين المصابين بكوفيد 19 من العلاج.