علمت “كود” من مصدر مطلع، أن المغرب يستعد للعودة إلى لعب دور الوساطة في الملف الليبي، خصوصا بعد فشل كل المحاولات الدولية (آخرها مؤتمر برلين)، في تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الليبية، المتمثلة في كل حكومة الوفاق بقيادة السراج، والحكومة المؤقتة بزعامة الجنرال حفتر. وقالت مصادر “كود”، إن “أطراف الأزمة الليبية عقدت لقاءا تنسيقيا بإشراف مسؤولين مغاربة، امس الأحد 16 فبراير الجاري، بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات”. وحسب ذات المصادر فإن اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التنسيقية التي يشرف عليها المغرب، استعدادا لبدء مفاوضات جدية بين أطراف الأزمة الليبية. ويأتي هذا اللقاء بعد التحول غير المسبوق في مواقف الخارجية المغربية، حيث استقبل ناصر بوريطة، وزير الخارجية، قبل أيام في فندق ريفيو بحي الرياض في الرباط، عبد الهادي الحويج وهو مسؤول ليبي محسوب على الجنرال خليفة حفتر، الأخير المدعوم من طرف الامارات. ورغم أن الخارجية المغربية لم تستقبل الحويج باعتباره وزير خارجية الحكومة المؤقتة المحسوبة على حفتر، حيث وصفته فقط ب”مبعوث ليبي”، فإن هذا الحدث يشكل انقلابا في موقف الخارجية المغربية تجاه النزاع في طرابلس. وسبق وأن اعلنت حكومة حفتر في شرق ليبيا، أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وجه دعوة لنظيره في شرق ليبيا عبد الهادي الحويج لزيارة المملكة وبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين. الحويج كان سبق لو طلب في حوار مع جريدة الصباح، وساطة ملكية في النزاع الليبي بعدما فشلت اغلب محاولات توحيد الرؤى. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن تغيرات الوضع الإقليمي خصوصا بعد التدخل التركي بشكل مباشر في الملف الليبي في ظل حديث عن إرسال رجب طيب أردوغان لجنوده إلى ليبيا مع تقديم دعم عسكري إلى حكومة السراج، وهو ما رفضه المغرب بشكل مطلق، حيث شدد على “أن الحل يجب أن يكون ليبيا”. وتعرف العلاقات بين المغرب وتركيا مؤخرا تشنجا غير مسبوق، خصوصا بعدما هدد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي حفيظ العلمي، بتمزيق اتفاقية التبادل الحر مع تركيا، خصوصا في ظل تضرر المقاولات المغربية من “تغول” التجارة التركية في البلد.