أنا أحبكم أيها السلفيون في “هوية بريس”. وأحب موقعكم. وأدخل إليه كل يوم. وفي الصباح. وفي المساء أدخل إليه. وأجد فيه متعة كبيرة. وأجد أخبارا مفيدة. وأجد تسلية. وأجد ما لا يمكن أن أجده في موقع آخرا. وأجد إثارة. ورعبا. وخيالا. وجنة. وجحيما. كما لو أني في قاعة سينما. أجد عتمة. وظلمة. وبعد موقع كود أعتبركم بيتي الثاني. فلا تجعلوا أحمد الريسوني يفسد هذه العلاقة التي تجمع بيننا. ولا تتهموني بتكفيره. ولا تتهموا موقع كود. ولا تحرضوا علي. وكونوا على الحياد في هذه القضية. ولا تدافعوا عن فقيه شتام. ويسيء إلى النساء المغربيات. ويعيرهن بشكلهن. فهذا ليس من الدين في شيء. وليس من خصال المسلم أن يدافع عن شخص يسب النساء. ولا يوجد من السلف الصالح من كان يقبل ذلك. وأعرف أنكم لا تمزحون. ولا تميزون بين درجات الكتابة. وأنكم جادون أكثر من اللازم. وأعرف أنكم ظاهريون. ومباشرون. وأعرف أن كثيرا من السلفيين ومن فرط جديتهم يتفجرون. وأن هناك نوعا من السلفيين يتزنر بالأحزمة الناسفة. ويفخخ نفسه. ونوعا يسافر إلى أقصى الدنيا كي يجاهد. ويناضل في الجبال. وفي البراري. وتظنه مجنونا. ونوعا ينتحر دون سبب مقنع. مع أنكم لستم من هؤلاء السلفيين الأشرار. والقتلة. ولستم مع داعش. وحتى أن واحدا منكم في هذا الموقع كاد يترشح للانتخابات باسم العدالة والتنمية. لولا أن منعته السلطة من ذلك. كما أني أعرف أن لكم عادات غريبة وعجيبة. وأنكم غاضبون ومتجهمون. لكني كنت أعتبر نفسي زميلا لكم. وكنت أظن أنكم لن تجعلوني أضحوكة. ونكتة القرن. وأن تساهموا في محاكمتي. و القبض علي. بعد كل هذا العمر. وبعد آلاف المقالات الساخرة. بتهمة التكفير. كأي سلفي محترم. وكأي ظلامي من الظلاميين. لكني لم أكن أتوقع يوما أن تمنحوني شرف أن أكون مكفرا. وأن أنافس السلفيين في هذا المجال الذي كان حكرا عليكم. وهذا في نظري يسيء إليكم. ويسيء إلى سمعتكم أن يظهر تكفيري علماني إباحي متهتك فاسد. ويسيء إلى كل التكفيريين أينما كانوا. ورغم أني أحبكم كما قلت. وحريص على متابعة جديدكم. ومعجب بخطكم التحريري. وبكتاب الرأي في موقعكم. فلي عتب عليكم. ولأول مرة أقولها. فإن أفضل عصير زعزع شربته كان عند محلبة سلفية. وأفضل كاليتة مع الريب. وأفضل بيض بالخليع كان من قلي سلفي. ولن أنسى أنواع العصائر. ولافوكا. والبيض المسلوق. ولن أنسى ما حييت فضلكم علي. ولن أنسى ذلك السلفي الطيب الذي يبيع لي التراقد. ويخلل البطاطا واللفت والخيار. وفي وقت كان الجميع يهاجم السلفيين. كتبت أنا مديحا لكم. وقلت إن هذا العالم سيصير يوما سلفيا. كما دعوت إلى التوزيع العادل للسلفيين. وأن يأخذ كل مغربي نصيبه منهم. وأنكم لستم لأحد. بل لنا جميعا. وأنكم ثروة وطنية وأن أي مغربي. يتوفر على البطاقة الوطنية. من حقه أن يحصل على سلفيه الخاص. وأنه كم من أشياء رائعة يمكننا إنجازها بالسلفيين. ويظن البعض عن خطأ أنهم لا يصلحون إلا لمحاربة الكفار وللجهاد في سوريا والعراق بل يمكنك أيها المواطن أن تصنع من السلفي حداثيا ويمكنك أن تصنع منه إخوانيا ويمكنك أن تجعله مطيعا لأولي الأمر ويمكنك أن تعطر به البيت وتستمع إلى نصائحه ومواعظه حين تشعر بالضيق وتنجح بفضله في الانتخابات. نعم كتبت كل هذا في وقت كنتم فيه محاربين. وكانت الموضة هي الهجوم عليكم. وقد صرخت وقلتها دون مواربة ولا لف ولا دوران. قلت إني أريد بدوري واحدا منكم أصنع به ما أشاء كأي مغربي أريد سلفي الخاص وأريد نصيبي من الثروة التي استولت عليها الطبقة الحاكمة ووزعتها على الأحزاب حتى صار السلفي بالثمن الخيالي ويستعمل في الحداثة وفي ضدها وترغب في السلفي المستقل.الأصيل. لتأكل مخه. فلا تجده. فهل هذا جزائي أيها الزملاء السلفيون هل هذا جزائي يا موقع هوية بريس وبجدية وبنظرات شزراء تتهمونني بالتكفير وبالتطرف. إيه. إيه أيها الغصدقاء السلفيون. فقد أصبح هذا العالم مقلوبا. وعاليه سافله. فمن كان يظن أن ينتهي حميد زيد مكفرا وإرهابيا. ومن يقول عني هذا: الحملان السلفية الوديعة. ناشرة الحب وقيم التعايش. آه. آه. أيها السلفيون. إنها علامات الساعة. وربما غدا القيامة. وإني أراها. وإني أرى لكعا بن لكع. وأراني وأرى موقع كود يكفر الريسوني ويكفر السلفيين وأرى السلفيين خائفين مني ومن شري. .