إلى كل شيوخ التكفير .. أنتم تعبدون البخاري، ونحن في "آخر ساعة" نعبد الله فقط على الساعة الثالثة وإحدى عشرة دقيقة بعد زوال يوم الأربعاء 19 أكتوبر الجاري، صدر مقال "تحريضي" على صفحات "هوية بريس" السلفي بعنوان مثير للشيخ الصحافي "نبيل غزال" بعنوان: "خطير جريدة العماري تطعن علانية في رسول الله".. عنوان لا يمكن معه تجنب قراءة المقال.. عنوان يبدو من خلال صياغته أنه سيلقى رواجا واسعا لدى متتبعي "آخر المستجدات" على ساحات الأنترنيت.. عنوان يحمل دلالات سياسية أكثر منها عقدية.. فالأمر، منذ البداية، يبدو "فرصة سانحة" لتصفية الحسابات مع فصيل سياسي هو تحديدا الخصم السياسي والأيديولوجي الأول لحزب العدالة والتنمية، نفسه الحزب الذي يرعى شبكة واسعة من الناطقين غير الرسميين باسمه، وفي مقدمتهم "القائمون على الموقع السلفي المذكور وعلى رأسهم حماد القباج، الشيخ الذي دعا بشكل صريح إلى طرد اليهود المغاربة من بلدهم الأصلي (وقتلهم إن ادعت الضرورة)... دليلي على هذا الادعاء أن المقالات نفسها، وردت –بالحرف والنقطة والفاصلة- أحيانا على صفحات جريدة هسبريس الإلكترونية قبل حوالي سنتين في إطار سلسلة مقالات حول "إسلام القرآن الكريم والنبوة الأولى ضد ذلك الإسلام الثاني الذي وصلنا وهو "إسلام الفقهاء"، أي "إسلام الفقه السياسي"... كل هذا صدر ويصدر في إطار كتاب لي تحت عنوان "أنا مسلم علماني" كان يفترض أن يصدر السنة الماضية؛ ولكن صدوره تأجل لأسباب خاصة إلى بداية السنة المقبلة... نبيل غزال، المحرض الأول على كاتب هذه السطور، سواء عن قصد أو بحسن نية، تكلم عن المقال باعتباره مقالا منعزلا فيما الحقيقة أنه عبارة عن "الحلقة 15" من سلسلة أنشرها ضمن زاوية "تنوير" بصفحة "إنا عكسنا" والتي أنجزها أربع مرات في الأسبوع لصالح جريدة "آخر ساعة" وتصدر أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والجمعة... الحلقة 15 كانت تتويجا لتقسيم مسلسل لورقة بحثية، أو مقال مطول ضمن المضمون نفسه بعنوان بارز هو "إسلام ضد الإسلام"... أي أن الفقرة التي أوردها نبيل غزال، سامحه الله، لا يمكن قراءتها بمعزل عن الحلقات الأربع عشرة السابقة لها، والفقرة إياها تظهر بشكل واضح لكل عاقل غير أمي يفهم اللغة العربية أنها "خلاصة" لما يمكن "فهمه" مما سبق من أحاديث.. بعبارة أخرى، ما أورده "نبيل غزال" باعتباره رأيي الشخصي الخالص في "الرسول (ص)" كان في حقيقة الأمر عبارة عن خلاصة لما يمكن فهمه من مجموع أحاديث أوردتها في "حلقات سابقة" عن الحلقة 15 إياها.. وفيما يلي أورد الفقرة بالحرف: "بالنهاية.. يتم الحديث عن حقائق نبوة بطريقة تفيد من خلال سردها أن الرسول (ص) الذي كان نبيا ورسول وراعيا لانتشار دين من الله كان كل همه هو النساء مما يزيل عنه طبع القداسة ويجعل العامة يفهمون أن النبوة لا تعني الابتعاد عن "الشهوة" وأن الزعامة يحل معها ما لا يحل لغيرها وأن الرسول الذي أوتي قوة ثلاثين رجلا في الجماع يشفع لمن يملك قوة أقل في فعل ما يشاء إذا ما دعته الهواية والغواية إلى ذلك من ممارسة فاضحة لسلطته، سواء كانت تلك الممارسة على النساء أم على الشعب.. لا يهم.. المهم أنه إذا كانت هذه سيرة الرسول مع نساء أمته وإن كان فعله هذا مبررا من وجهة نظر "سياسية" ووجهة نظر إنسانية ذكورية فإن الحاكم له أن يفعل ما يشاء بالنهاية لأنه ولي الأمر الواجب طاعته، ولمن أراد أن يخرج في الرأي عن هذا كان له أن يواجه أحاديث لا تعد ولا تحصى وأن يدخل في مواجهة مع السيرة المحمدية نفسها"... طيب.. تأملوا جيدا العبارات المسطر أسفلها.. إنها نفسها العبارات التي أوردها "نبيل غزال" باعتبارها رأيي الشخصي في الرسول الكريم (ص).. وتأملوا العبارات الواردة قبل وبعدها.. لن يتطلب من أي كان ذكاء لغوي كثير لكي يفهم الجميع أن كلماتي "التي أوردها" غزال ليست من صميم رأيي، بل هي خلاصة ما يمكن أن يفهمه أي "مخلوق عاقل" من مجموع أحاديث مسيئة للرسول (ص).. أحاديث تصوره ك"زير نساء" وك"نبي يستغل سلطته المعنوية للحصول على مآرب دنيوية وشهوات حصرية"... هذا الكلام لست أنا من أقوله، أو من صرح به أو قاله، أو تبناه؛ بل هو منطوق تلك الأحاديث، وهذا يظهر بشكل جلي من خلال العبارة التي لم يسطر عليها "نبيل غزال" بالأحمر لأنها ستهدم كل دعواه "بالنهاية.. (وهذا يفيد أن هناك أمورا سبقت في حلقات سابقة).. يتم الحديث عن حقائق نبوة بطريقة تفيد من خلال سردها"... وهنا أتكلم عن حقائق نبوة تدعيها أحاديث "كتب التراث" وليس "حقائق نبوة يقول بها "عبد الكريم القمش"... ولست أعتقد صراحة أن ما قام به غزال كان "بريئا" هنا... فتجييش الناس وحملهم على الاعتقاد بأني أسيئ إلى الرسول وأن "آخر ساعة" تتبنى هذه الإساءة، وبالتالي، فإن المجموعة التي يعتقدون أنها ناطقة باسم "الأصالة والمعاصرة"، تتبنى فكرة "محاربة الإسلام". تدعو إلى الشفقة حصرا.. لا يمكن قراءة هذا المضمون خارج نطاق "الحسابات السياسية"، ولتتذكروا جميعا أن المقالات نفسها نشرتها قبل سنتين على صفحات هذا المنبر المحترم دون أن تثير ردودا سلبية؛ بل، على العكس من ذلك، كانت قد حملت كل ما هو خير للإسلام من خلال التأييد الواسع لقراء هسبريس للأفكار التي طرحتها والتي تهدف إلى تنقية التراث من "كل ما يمس الإسلام وصورة الإسلام بسوء".. وهذا يظهر جليا من خلال تعليقات القراء على المقالات إياها؛ وفي مقدمتها المقال الذي وردت بها الفقرة أعلاه نفسها. ... يومها، كتبت على حائطي الفايسبوكي أن هذا التحريف المقصود لكلامي على صفحات جريدة هوية بريس الإلكترونية لن يمر على خير... هذا تجييش صريح ضدي وضد المجموعة.. كنت، منذ البداية، أفهم أن الأمر سياسي،أكثر منه عقدي؛ لأن السلفيين أصبحوا حلفاء الإخوان الأولين في المغرب، وتذكرت أن السلفيين بتحالفهم مع "إخوان العدالة والتنمية" لن يغفروا لي وللمجموعة حجم الفضح الذي مارسناه في حقهم قبل الانتخابات وأنهم حتما منتقمون باسم الإسلام والسيرة والدفاع عن الرسول وكل ما يمكن استثماره على المستوى السياسي لاستجلاب عطف واسع، يتوسع، من عموم المواطنين المغاربة إزاء فصيل سياسي معين... يومها، ذكرت الجميع أن هذا المقال قد يشكل بداية لحملة مسعورة ضدي تتهمني بالتكفير وتخرجني من الملة، وربما يصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل، تماما كما حصل مع "فرج فودة" في مصر... وكما توقعت، حصل... يوم الخميس 20 أكتوبر، أتت حملة "هوية بريس" أكلها وبدأ التفاعل... لقد اقتنع الناس فجأة بأن هناك من يسب الرسول على صفحات جريدة مغربية.. بعض المنابر بلغ حجم التكاسل والغباء المهني لديها حجما جعلها تكتب أن المقال إياه صدر بالصفحة الأولى من "آخر ساعة".. (أي أن الجريدة تعتمد الإساءة إلى الرسول)، وكان هذا مقدمة لسلسلة لا تنتهي من "الغباء الممنهج".. لا أحد قرأ مقالي الأصلي (الذي هو أصلا عبارة عن حلقة رقمها هو 15 في سلسلة كاملة وردت على مراحل) ولكن الجميع بدأ في الاحتفال بالحدث... "هناك من يتطاول على الرسول في مغرب دستوره ومرجعيته هو الإسلام"، ثم انطلقت حملة لا سابق لها للتشهير بشخصي وبالجريدة والمجموعة ومؤسس المجموعة ككل.. حملة لم يسبق لها مثيل "في التشهير" على طول تاريخ الأمة الإسلامية... حتى فرج فودة لم يتعرض لما تعرضت إليه من تشهير وحمل على الكراهية باعتباري "سببت الرسول شخصيا وأهنت مئات الآلاف من المسلمين الصادقين حول المعمور".. فجأة، أصبحت أجد صوري بكل مكان.. بعضهم يحرض عليّ، والبعض الآخر يكتفي بسبي، وآخرون يتهموني بالكفر، وكثيرون حصلت لهم قناعة تامة بكوني "سببت الرسول (ص) وتطاولت عليه"... في اليوم نفسه، الخميس 8 أكتوبر، حاولت مواجهة كل هذه الاتهامات من خلال حسابي على الفايسبوك.. ولكني لم أكن أعلم أن "غروبا" (أي مجموعة) كانت قد قررت إعلان الحرب عليّ فايسبوكيا اسمها "غروب الأنونيموس الإسلامي"... وأعلنوا أن التاسعة ليلا هي موعد انطلاق "التبليغات الجماعية" على حسابي. وبالفعل، انطلقت الحملة وتم توقيف حسابي نهائيا على الفايسبوك بقرار من إدارته في الليلة نفسها.. بعدها، سيظهر لي تعليق أجيب فيه أحدهم أقول فيه كلاما يكرس "تهمة سب للنبي" من خلال قولي إن "أحاديث البخاري ومسلم مليئة بما يفيد أن الرسول الكريم (والعياذ بالله) كان "مكبوتا جنسيا وكل همه في عضوه التناسلي"، وهنا أطرح سؤالا بسيطا على كل قراء هذا المقال: كيف لي أن أنشر تعليقا مسيئا كهذا وأنا أصلا منذ ذلك اليوم لم أعد أتوفر على حساب بالفايسبوك؟ بفضل "السينيالات" الفعالة لأعضاء الأنونيموس الإسلامي.. بمعنى آخر، كيف يمكن لي أن أكتب تعليقا على معلق آخر أسب فيه النبي بتلك الكلمات وأنا أساسا ممنوع من الفايسبوك بقرار من "مجموعة الأنونيموس الإسلامي" الذين تمكنوا بالفعل من توقيف حسابي على الفايسبوك؟... كيف بالله عليكم؟ ثم توالت الأحداث بعد ذلك... خرج شيوخ السلفية.. وبعضهم كان قد خرج من السجن بعد أن ادعى أنه قام بمراجعة لمواقفه المتطرفة، وفي مقدمتهم الشيخ حسن الكتاني... المحرض الرئيس عليّ، والداعي إلى المسيرة المليونية إياها لنصرة النبي (كما يزعمون) والرجل الذي فعل كل ما بوسعه لاستدراج جماعات وهيئات إسلامية أخرى في مقدمتها العدل والإحسان لإصدار بيان ضدي... ولكنه فشل، لأن كل أولئك كانوا أكثر فطنة منه وقرؤوا ما كتبت مباشرة وتبين لهم بالواضح والمرموز وما بين السطور، أني أدين البخاري ومسلم، وأتهمها وغيرهما بالإساءة إلى الرسول الكريم (ص) من خلال أحاديث "مخجلة" و"مستحيلة" في حق "سيد الخلق"، و"خير الأنام"، محمد، صلى الله عليه وسلم... هنا تكمن المشكلة في المغرب.. فحتى الشيوخ لا يقرؤون... أعترف هنا بأني أعذر كل المغاربة الذين تم التدليس عليهم.. فهم ضحايا شيوخهم وضحايا خطاب شعبوي حد النخاع يتلبس بلبوس الدين لتحقيق مآرب سياسية لا يعونها حتما.. المشكلة كل المشكلة في شيوخنا الذين لم يقرؤوا حرفا مما كتبت، ومع ذلك خرجوا بكل "سذاجة" لتهييج أتباعهم عليّ وعلى مجموعة "آخر ساعة"... خطير جدا أن يصدر فقيه و"رجل دين" محترم رأيا خطيرا كذاك الذي قاله الكتاني في أول "فيديو" له تعقيبا على اتهامي بسب الرسول دون أن يكون قد قرأ شيئا آخرا غير مقال "نبيل غزال" التحريضي علي... صحيح أن الشيخ الكتاني سيتراجع بعد أن فهم أنه أخطأ في هجومه الأول؛ ولكنه عاد بكل "سذاجة" لكي يجمع مليار مسلم حول العالم ضدي.. أو هكذا أراد للأمور أن تكون.. بعد الكتاني تكلم القزابري، وظهرت تدوينة منسوبة للفيزازي (ظهرت براءته منها بطرقي الخاصة) وظهر شريط "خطيب المسجد العسكري بوزان" الذي دعا الله إلى شل يميني دون أن يعلم أني أساسا أكتب باليد اليسرى، ومعه ظهر آخرون لا أعرفهم؛ ولكنهم جميعا حاولوا الركوب على الحدث للظهور بمظهر الأبطال، أو لمجرد الظهور على ظهري وحسابي وكسب مزيد من الشهرة والأتباع لآرائهم "المتطرفة"... ظهرت عشرات الردود في الفايسبوك من أشخاص من مختلف بقاع العالم وكل من أراد أن يصنع ما يسمى ب"البوز" كان يكفيه أن يتناول موضوع "عبد الكريم القمش، الكافر الزنديق الكلب العميل" الذي سب الرسول.. يكفي أن تقول لكل مغفل لا يقرأ أن هناك من سب الرسول حتى تقوم القيامة.. بعد يوم الخميس، ستنتشر كل صوري الممكنة على الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي باعتباري "الكافر الذي أساء للرسول".. فجأة، تحولت دون "تخطيط مسبق مني" إلى أشهر شخصية على الشبكة "العنكبوتية" في غضون أيام معدودات وأصبحت "العدو رقم واحد لأمة بأكملها"... وكان من الطبيعي أن تتفاعل "عقول داعش" مع التهمة إياها، ومن المنطقي جدا أن يتم تهديدي بالقتل، وهو ما حصل فعلا يوم الأحد (السبت ليلا بعد منتصف الليل) وتحديدا على الساعة الثانية عشرة و28 دقيقة عندما تلقيت اتصالا مباشرا بالقتل من طرف شخص بلكنة شمالية... هنا تذكرت "جيهان وروان"... هما ابنتاي اللتان تبلغان من العمر 10 و9 سنوات على التوالي، وتخيلت فكرة اختفاء والدهما فجأة من جراء طعنة سكين في مكان عام.. وهنا، اعتقد البعض أني "خائف" وأني "أتبنى المظلومية" وأني "أهاجم بالضرب ثم أبكي، قبل أن أسبق "هوية بريس" لأشتكي... أما الحقيقة فهي بسيطة جدا.. فأنا كأي كائن حي فوق هذا الكون لا ينتمي إلى جنس الملائكة يحب الحياة ولا يريد أن يموت بسكين غدر يزرع في ظهره في غفلة منه... فكرت في ابنتيّ وتوالت عليّ اتصالات الأسرة والعائلة والأصدقاء التي تطلب مني أن أتوقف عن الكتابة؛ لأننا لسنا في بلد يمكن فيه للخصوم أن يكونوا "بنادم" بما يكفي لمناقشتك عوض قتلك لأنك حتما خصم أيديولوجي خطير يهدد بفضحهم... أبي العجوز فقد القدرة على النوم ومعه باقي أفراد أسرتي... بعضهم في "حومتي" استغل القضية للحصول على تزكية معينة من طرف "أولاد الحومة" وحاولوا الترويج لي بصفتي عدوا لله، مع العلم أن معظم أبناء حومتي "لم يحصلوا على الباكالوريا" ولا يقرؤون شيئا غير القرآن خلال شهر رمضان حين يحين موسم التدين المفتعل لدى كل المغاربة المنافقين... الحصيلة هي أن أفراد أسرتي الصغيرة كانوا يعيشون تحت ظلال فكرة مرعبة مفادها أنهم في أية لحظة قد يتلقون خبر وفاة "ابنهم" بطعنة غادرة من "بشر وأفراد" لم يقرؤوا مقالاتي أساسا" ولا يفهمون أصل المشكلة (في شقها السياسي أصلا).. قررت الصمت.. وفي الوقت نفسه كنت أجيب كل من يعرفني عن الاتهامات الواردة في حقي، وكنت أمارس حياتي بشكل طبيعي بالرغم من التهديدات الغبية بقتلي والتي لم يفهم القائمون عليها أساسا أني لست أنا من يسب الرسول، بل "البخاري ومسلم" من رواة الحديث ومعهما ابن إسحاق، وبعده "ابن هشام" في سيرة مليئة بالكوارث في حق الرسول (ص) والإسلام والنبوة... ولكن، في عرف أفراد ينتمون إلى أمة اقرأ التي لا تقرأ، هناك متهم وحيد هو "عبد الكريم القمش"، أما البخاري ومسلم وغيرهما فهم حتما "أكبر من كل مناقشة".. والأحاديث التي ترد فيهما وفي غيرهما من الصحاح (أو الأصحة) الستة هي الحق من رب كل "سلفي مسلم" يكون على استعداد لتصديق "البخاري" وتكذيب الله في القرآن الكريم. وكل هذا، طبعا، على حساب من قرر أن يفضح "كتب التراث" على حساب قدسية النبوة والقرآن الكريم.. بالنهاية... لا الشيخ الكتاني ولا القزابري ولا نبيل غزال ولا الموق ولا حماد القباج ولا المدعو بولوز ولا غيرهم يملكون القدرة على تفسير كل تلك الأحاديث المسيئة إلى الرسول والإسلام والقرآن؛ لأنهم لا يملكون (وهنا عين القصيد) أي مهرب أو مخرج للتوفيق بين ما يقوله القرآن من جهة وبين ما يقوله الحديث "المفبرك المسيء" في الصحاح إلى السيرة النبوية نفسها وإلى القرآن وإلى النبي من جهة أخرى... ولهذا، تحديتهم بكل ثقة، ولكنهم جميعا كانوا أجبن من أن يجيبوني أو يوافقوا على مناظرتي على الملأ لكي يتبين للجميع، إن كنت أنا ومجموعة "آخر ساعة" من يسيء إلى النبي من خلال دفاعي عن الرسول (ص) ضد البخاري ومسلم وغيرهما أم هم الذين يصرون على التشبث ب"البخاري ومسلم" ضدا على كل الإساءات الواردة فيهما وفي سيرهما في حق الله والرسول والقرآن والنبوة والإسلام ككل.. حسن الكتاني.. قائد الدعوة إلى "المسيرة إياها" كان أول من فهم أن "نبيل غزال" ورّطه وورّط هوية بريس ومعهما كل السلفيين وكل المرضى بتيار الحداثة في المغرب أن "عبد الكريم القمش" لم يهاجم الرسول أبدا، ولا أساء إليه، أو تطاول أو سب مقام النبوة وفهموا أن عبد الكريم ينتقد أحاديث ترد في "صحاح الحديث" و"السنة" تعطي صورة سلبية عن الرسول (ص) وتصوره كأنه "زير نساء" و"مهووس بالجنس" وغيرها (ومرة أخرى أؤكد أن هذا ليس رأيي في النبي الكريم لأن فكرتي المركزية هي تنزيهه عن مضمون كل هذه الأحاديث)... هنا، تراجع الشيخ الكتاني من خلال ما أورده موقع هسبريس بتوقيع الزميل المحترم طارق بلهندا والذي أعاد فيه النقاش إلى حقيقة رفضي لأحاديث واردة في البخاري ومسلم والصحاح الأخرى باعتبارها طعنا في معتقد "مليار مسلم".. هنا، اعترف الكتاني بشكل غير ضمني بأنه فهم أن "نبيل غزال" دلس عليه وعلى كافة القراء حين صورني "سابا لرسول الله".. وهنا تحول النقاش إلى "تشكيكي وإساءتي" إلى البخاري ومسلم وليس إلى الرسول، كما ادعى الموقع المذكور أول مرة... هذه الأخيرة فهمت بدورها أنها انساقت وراء "نبيل غزال" وارتكبت" ما يكفي من أخطاء قاتلة في حقي وهي تتهمني بسب الرسول في الوقت الذي كنت أعبر فيه عن نقد لأحاديث البخاري وغيره التي تسب الرسول حقا وفعلا وتشوه صورته النقية في أذهان المسلمين... في تلك المرحلة وبعد أن اشتد علي خناق التكفير وأصبحت مضطرا لتبيان الحقيقة لكل من يعرفوني وفي مقدمتهم أفراد أسرتي المحبون لله ورسوله والنبوة والإسلام، كانت الإساءة قد بلغت مداها الأقصى... منشورات ورسوم مسيئة بشخصي واتهامات مجانية فقدت بسببها أفرادا كثرا كانوا يؤمنون أني "رجل فكر" وليس رجل إساءة إلى مقام النبوة... باختصار، إنها أكبر حملة فايسبوكية طالت شخصية معينة على مواقع الافتراض مع أكبر مشاركة لصوري على الأنترنيت مرفوقة بعبارات كبيرة من قبيل "هذا عدو الله الذي سب الرسول".. بمعنى آخر، تحولت إلى "شخص مهدد بالقتل من كل متطرف قد أصادفه في الشارع"... صحيح، أني مارست كل فنون القتال في مرحلة معينة، وصحيح أني قادر على الدفاع عن نفسي؛ ولكن، بالنهاية، إلى متى أواصل ممارسة حياتي اليومية وأنا أعيش على حافة التهديد بين الحياة والموت؟ مرت تلك المرحلة... وستمر الأزمة يقينا لأني واثق من طرحي الأساس... "بخاريكم ومسلمكم وترميذيكم" وكل كتاب حديثكم وسيرة نبينا عليه الصلاة والسلام كما ترد في كتب التراث إياها هي الأجدر بالمحاكمة والتكفير والتهديد بالقتل وليس "عبد الكريم القمش"، وإن كان هناك اتهام أستعد للاعتراف به علانية فهو الرغبة بالرمي بكل الأحاديث المسيئة إلى القرآن أولا، والنبوة ثانيا، والإسلام ثالثا، في أول "حاوية أزبال أصادفها" لأني أحب الرسول أكثر من حبي "للبخاري" وأحب الله وقرآنه المنزل أكثر من حب "الكتاني" وشيوخ 16 ماي للبخاري ومسلم وغيرهما... وللأسباب نفسها تحديت شيوخ "هوية بريس" إلى مناظرة علنية؛ ولكنهم رفضوا بطريقة مثيرة للشفقة... في الواجهة، كانت "هوية بريس" قد وضعت شروطا تعجيزية؛ ولكني وافقت عليها من خلال رسالة خاصة إلى القائمين عليها أطلب فيها الالتزام بشرط واحد من طرفهم، أي: أن تكون كاميرات التصوير محايدة، أو أن يتم التصوير بكاميرات الموقع المشار إليه ومنبر إعلامي محايد في الوقت نفسه حتى لا أجدني إزاء تلاعب في المونتاج يتلاعب برأيي الصريح حول البخاري ومسلم ويتم تصويري مجددا، كما فعل "نبيل غزال" أول مرة، كعدو لرسول الله... وهذا في اعتقادي أقل ما يمكن أن يطلبه "إنسان يريد "الحياد" التام.. بالنهاية، هوية بريس صمتت، وشيوخ "السلفية صمتوا"، وراهنوا على "الزمن" لكي ينسى الجميع أني تحديتهم ولي معهم رسائل على الخاص أترفع عن إيرادها "بطريقة السكرين شوت"... ولكن بالنهاية، وهذا من فضل الحق الذي يرعاه "رب الكون" تعالى، تراجعوا ولم يعد بجعبتهم شيء يتهموني به كما كان أول مرة.. وحدث، بهذا الخصوص، أن تراجع الكتاني عن مضمون أول فيديو تكفيري له في حقي يصفني فيه ب"عدو الله" و"السفيه" والحقير" إلى مجرد مقال مكتوب يتهمني فيه بكوني أكفر مليار مسلم من خلال تشكيكي في "كتب التراث"... والأمر نفسه فعله نبيل غزال من خلال آخر مقال له بخصوص مقالاتي إياها في "آخر ساعة" يوم الخميس 27 أكتوبر والذي اكتفى فيه بلومي على "الإيمان بالحاضر" على حساب الماضي... بالنهاية، فهم كل سلفيي المغرب أني لا أسب الرسول (ص)، وأن الذي يسبه ويسيء إليه وإلى القرآن وإلى الإسلام ككل هو "البخاري" و"مسلم" وغيرهما من خلال أحاديث أوردتها بالتفصيل والمرجع ووثوق الصلة بمرويات السنة ومن خلالهم جميعا كل الشيوخ المتشبثين بقدسية "هؤلاء" مقابل ثبوتية "قرآنية" و"نبوية" تتنزه عن كل افتراء في الأحاديث يمارسه الفقهاء.. تذكروا جيدا، قراء هسبريس، أني كتبت المقالات نفسها قبل سنتين، وكان رأي معظمكم صريحا يتماهى مع طرحي الصادق بضرورة تنقيح التراث.. وتذكروا أني أدنت البخاري ومسلم وغيرهما من رواة الحديث، وأني أدنت معهم كل رواة السيرة بكل إساءاتها إلى القرآن وإلى الرسول (ص) وإلى النبوة.. وتذكروا أن "الشيخ حسن الكتاني" ومعه "القزابري" و"بولوز" ومن ورائهم كل فقهاء "حيص بيص" اكتفوا ب"سبي" وشتمي" وتكفيري والتحريض على قتلي؛ لأنهم جميعا لا يملكون "ربع كيلو حجة تناقض أقوالي"، ولهذا فر الجميع كجرذان بلا منطق من مناظرتي.. ولهذا، أعتقد صادقا أن الحق هو الذي ينتصر... الله أولا، والإسلام ثانيا، والرسول (ص) ثالثا، وبعدها فليذهب كل "المسيئين إلى الله وإلى الإسلام وإلى الرسول" (ص) إلى "جحيم المحاكمة"؛ وفي مقدمتهم "البخاري ومسلم"... وكل كتب التراث... وهنا ينتهي الكلام.. ملحوظة مهمة: "خلال أيام، تنشر جريدة "آخر ساعة" ملحقا يضم كل حلقات "إسلام ضد الإسلام"، التي تحمل إدانة صريحة لكتب التراث بالإساءة إلى القرآن وإلى الرسول وإلى الإسلام ككل.. وليكن من "سلفيي" "هوية بريس" رجال يناظروني حول المضمون، وليكن "الذي ورطهم في هذه الفضيحة"، الأستاذ نبيل غزال، ما يكفي من "العقل" للرد على ذلك الملحق بكل حلقاته... وبعدها، فليكن الشيخ حسن الكتاني شيخا حقيقيا وينزل إلى مواجهتي، مع الإشارة إلى كون هذه هي الدعوة المليون من طرفي لمناظرة من هم أجبن من القيام بذلك... فتحية لكل الشيوخ الجبناء... وليشرح لنا أكثركم علما كيف للبخاري أن يتقول على "خير الأنام" بكونه كان كائنا حاول الانتحار وأن جبريل (عليه السلام) كان يمنعه... هل نصدق البخاري أم الرسول الذي عصمه الله من كل سوء (ص)، أم ماذا تحديدا؟... أجيبوني فقط بعيدا عن الشتم والتكفير والسب الذي لقيناه منكم طيلة 10 أيام مضت... كونوا "شيوخا بحق" رجاء، وأثبتوا أن "آخر ساعة" هي التي تسيء إلى روح الإسلام الجميل وليس أنتم..