قال الشيخ حسن الكتاني إن الكاتب المغربي عبد الكريم القمش استفز مشاعر المغاربة وتعمد إظهار المظلومية من أجل الشهرة على حساب مقدسات الأمة الإسلامية؛ وذلك على خلفية مقال للأخير حول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نشر على صفحات إحدى اليوميات الورقية، وأثار ضجة كبيرة، بلغت درجة اتهام كاتبه بالردة والكفر، ونظمت إثره وقفات احتجاجية في بعض المدن. وفي رده على ما دبجه القمش، قال الكتاني، في تصريح لهسبريس: "ما قاله هذا الرجل اتهام لجميع كتب الإسلام التي هي أساس ديننا، من الكتب الستة والسيرة النبوية، على أنها تعطي صورة قبيحة عن الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم"، موردا أن "القمش تفوه بكلمات نابية في ما فهمه من تلك النصوص"، وزاد: "قرأنا جميع تلك الكتب، فضلا عن غيرها من كتب السنة والسيرة القديمة والحديثة، ولم نخرج بتاتا بهذه الصورة التي خرج بها الرجل". وتابع عضو الأمانة العامة لمنتدى المفكرين المسلمين ورئيس الرابطة العالمية للاحتساب: "كلام الكاتب المغربي صريح ويتهم من خلاله مليار مسلم بأنهم يسيئون الظن بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا تكفير للأمة .. لم يبق بذلك مسلم في هذا العالم إلا هو وشرذمة ممن يؤمنون بقوله"، مبينا أن "كلام القمش ناب وسفيه ولم يستخدم الألقاب اللائقة بمقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان صادقا فكان عليه اللجوء إلى التورية للفهم دون التصريح بألفاظ سافلة"، حسب تعبيره. الكتاني، وهو عضو مجلس أمناء الحملة العالمية لمقاومة العدوان، أوضح أن" الكاتب المغربي ذاته اختار لهجة أخرى في مقاله"، مضيفا: "الحقيقة التي لا يستطيع أن يكشفها ويعترف بها هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم مثال للرجل الطيب والمخلص والشجاع، وجميع الخير الذي تعيش فيه الأمة من فضله بعد فضل الله"، وزاد: "لو قرأنا فقط سورة الأحزاب لوجدنا أن ما اتهم به هذا الرجل ليس صحيحا، بل عمد فقط إلى لي الكلام". ووجه الكتاني، وهو الأستاذ بمعهد قرطبة للعلوم الشرعية، خطابه للعلمانيين المغاربة قائلا: "أنتم يا معاشر العلمانيين تنادون ليل نهار بالحرية الجنسية والإباحية والمثلية، وكل ما تعدونه من الحريات الفردية .. ماذا يضركم في إنسان يتزوج بأكثر من امرأة واحدة ويستمتع بالنساء في الحلال؟ نحن أسوياء وطبيعيون ونؤمن بأن ذلك من الشهوات المباحة التي أحلها الله؛ مثلما نأكل ونشرب". وحول دعوات البعض للحوار بين الإسلاميين والعلمانيين على طاولة واحدة للتناظر في القضايا الدينية المثيرة، قال الكتاني: "هناك علمانيون عقلاء ويحبون الدين والرسول صلى الله عليه وسلم، ويصلون ويصومون وتجمعنا معهم أرضية مشتركة، هؤلاء نحن مستعدون للحوار معهم"، وزاد مستدركا: "لكن من يتكلم بكلام الشوارع مثل هذا الرجل فلا يمكنك أن تجالسه لأنه ليس بالإنسان السوي". ودعا الكتاني من أسماهم "عقلاء البلاد" إلى "أن يصطفوا بجانب الأمة الإسلامية عوض مناصرة الظالم والوقوف بجانب من سب وشتم الإسلام"، وزاد: "لقد رأينا كيف نهضت الأمة الإسلامية حين الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الدانمارك وفي صحيفة شارلي إيبدو"، ليتساءل: "هل يعقل بعد ذلك أن يأتي أناس من وسط مجتمعنا ومن بني جلدتنا ليفعلوا ما هو أشنع من ذلك؟.. يستفز مشاعرنا ثم يتباكى بأنه يهاجم ويتعرض للتهديد".