كرم مهرجان أندلسيات، مساء أمس الأربعاء (30 نونبر 2011)، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، الأستاذ والمؤرخ عبد الهادي التازي، وذلك خلال حفل افتتاح الدورة الثامنة من هذه التظاهرة التي تنظمها جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب. وعن تكريم عبد الهادي التازي قال عبد الله شريف وزاني، في كلمة باسم الجمعية، إن اختياره الاحتفاء بذه المعلمية الفكرية يندرج في إطار تقليد دأبت عليه الجمعية ويتمل في الاحتفاء بشخصيات وطنية من رجال الفن والأدب والثقافة والعلم، مضيفا أن عبد الهادي التازي جمع بين الثقافة، والدبلوماسية، والذوق الرفيع، والحس الوطني العميق. من جانبه، أكد إدريس المسفر، رئيس الجمعية، في كلمة تضمنها كتيب وزع في حفل اقتتاح هذه التظاهرة أن دورة هذه السنة, وبالإضافة إلى العالم المؤرخ عبد الهادي التازي "صديق قديم وحميم من أيام مدرسة الأستاذ أحمد الرجراجي" بفاس، ستكرم الراحل أحمد الغازي أحد أعلام الموسيقى الأندلسية بالمغرب، بمشاركة جوق المجموعة الكبرى لمدينة طنجة. ويتضمن برنامج الدورة الثامنة، التي تتواصل إلى غاية العاشر من دجنير الجاري، والتي تقام حفلاتها بالرباط وبكل من الدارالبيضاء والجديدة، عروضا موسيقية أندلسية يشارك فيها عدد كبير من ألمع الأجواق المغربية والمتوسطية من إسبانيا والجزائر وتونس وسوريا التي اختيرت ضيف شرف الدورة. وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي حضرته فعاليات سياسية وثقافية وفنية بمعزوفات أدتها فرقة الفارابي للموسيقى العربية من تونس، ومختارات من الموسيقى الأندلسية قدمها جوق الراحل محمد العربي التمسماني من تطوان، الذي أدى هذه المقطوعات رفقة الفرقة الاسبانية "لابريما بيرا فلامينكا". وتتجسد المشارك المغربية في هذه التظاهرة في عدة فرق تمثل جهات المملكة، إلا أن المنظمين راهنوا في هذه الدورة على الشباب، وذلك بتخصيص فقرة لهم يتغنون فيها بهذا الموروث الفني العريق من خلال خمسين تلميذا وتلميذة من مدرسة (الجبر) و(دار الآلة) ككورال. يشار إلى أن مهرجان أندلسيات، الذي يحمل كذلك اسم اللقاءات الدولية للموسيقى الأندلسية، يعتبر مناسبة لإبراز جزء من التراث الثقافي المغربي.