بعد كل الاشعاع الذي خلقته زيارة البابا على مستوى العالمي، انقلب المداويخ الى فقهاء في الدين وحاولوا الركوب على العرض الفني الذي كان بمركز تكوين الائمة، وبجهل واضح وتعصب لم يفهموا ان المنشد لم يقم بغناء الاذان، فهم لا يميزون بين الاذان والتكبير والشهادتين، الذين يستعملان في الانشاد الديني، وحتى المقاطع الاخرى التي تم غناؤها من الترانيم اليهودية والمسيحية لم تخالف التوحيد الصحيح في الاسلام، مشكلة العالم الافتراضي ان الكل اصبح عالما دينيا وسياسيا ويفهم في الدين وتسيير الدولة وما يجب ان يكون وان لا يكون ويعطون اراءهم في من يجب على الملك استقباله. زيارة البابا عرت على جهل وتعصب الكثيرين من المداويخ وجمهور مقاطعون، قطيع ليس له عقل يفكر به وخطر على البلاد ومصلحتها، لو كان اردوغان الذي سبق له ان التقى البابا لكان لهم راي اخر ولحاولوا تبريرها بأن اردوغان زعيم ومن حقه ذلك، لكن صورة الملك امير المؤمنين مع رئيس دولة و شخصية دينية عالمية لها قيمتها ورمزيتها، يتعلق به الملايير من الكاثوليك في العالم لم تعجبهم وكأن البابا جاء لنشر المسيحية؟ هؤلاء المنتقدون لا يحركهم اي شيء سوى الجهل والتعصب وحب الظهور بمظهر الطهرانية امام الناس، ولا يفهمون في تسيير الدول اي شيء، يريدون من الملك ان يستقبل فقط الأطفال المجودين و بعض المنشدين الذين فازوا بمسابقات تجويد في ماليزيا و ربما نجومهم من الشيوخ المشارقة المدلسين ، يريديون من المغرب ان يكون دولة منغلقة منكمشة لا قيمة لها في المنطقة.. زيارة البابا قام بتغطيتها وسائل اعلام عالمية واعطت اشعاعا للمغرب ولمكانته في المنطقة، حتى ان الجيران من الدول الاخرى في المنطقة مابغاتش تسرط ليهم بصريح العبارة، فكلما قرات خبرا له علاقة بالموضوع على الصفحات الاخبارية في الفايسبوك، الا ووجدت تعليقات الجيران الحاقدين، هم لا يحركهم غيرة على الدين او شيء من هذا القبيل، هم لا يريدون من المغرب ان يكون له وزن في المنطقة والقارة، ولان دولتهم تعيش الازمات ودخل الحاكمون فيها في صراع على السلطة بين الجيش والمقربون من السلطة، فهم يتمنون لو كان المغرب يسير على نفس مسارهم للهاوية، لكن تبقى كلها احلام فالمغرب الذي مر من موجة ما يسمى بالربيع العربي بسبب فطنة شعبه لا يمكن لازمات دول الجوار الا ان تزيده قوة وحضورا في المنطقة والعالم.