كان البابا فرانسيس والملك محمد السادس، على موعد مع حفل موسيقي جمع منشدا ومنشدتين من الديانات التوحيدية الثلاث؛ الإسلام والمسيحية واليهودية، تحت سقف معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين بالرباط. وبأنغام أُنشِدَت بثلاث لغات، مزجت الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية مقاطع من الأذان باللغة العربية تكبّر الله وتقرّ بنبوّةَ رسوله الخاتم، ومقاطع من الدعاء اليهودي، وصلاة "السلام عليك يا مريم" أو "آفي ماريا" لكاتشيني. وتمايلت طيلة ست دقائق القاعةُ التي ضمّت أساقفة من المغرب وأوروبا وسفراء، ووزراء، ومستشارين ملكيين وطلبة من مختلف أنحاء القارة الإفريقية. وكان البرنامج النهائي لزيارة البابا فرانسيس إلى المملكة قد أشار إلى أن البابا والملك محمد السادس سيحضران تقديم أناشيد دينية حسب التقاليد العبرية والإسلامية والمسيحية. وعرف النشاط تدخّلا للطالبة هند عصمان من نيجيريا، التي شكرت الملك محمد السادس على "الفرصة الرائعة التي أتاحها لها في معهد محمد السادس"، وتمنّت من الله أن يجازيه عن ذلك، كما عبّرت عن شكرها للبابا فرانسيس ومحيطه على زيارة المغرب. وتحدّثت الطالبة النيجيرية عما يعرّض أبناء بعض المناطق بدولتها للإيديولوجيات المتطرّفة نظرا لقربهم العاطفي من الدين أكثر من القرب المعرفي، وهو ما دفعها إلى التعلم من أجل مجتمعها، مؤكدة على دور المساواة بين الرجل والمرأة في نقل المعرفة للتأثير في الحب والتعايش والعيش المشترك. من جهته، قال أبو بكر حميدوش، طالب بالمعهد نفسه، إن الجماعة المسلمة الفرنسية بحاجة إلى قيم الإسلام والعيش الروحي، واستنكر، بوصفه مولودا بفرنسا، الأعمال الإرهابية التي تتمّ باسم الإسلام، مشيرا إلى الفرصة التي يتيحها معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين تكوينا محكما في العلوم الدينية والإنسانية. وذكّر الطالب المغربي الفرنسي بمركزية قيم الوسط والاعتدال، والوعي برابط الحب مع الله ومخلوقاته، وضرورة نقل هذه المعارف والإحساس بالسلام، شاكرا في هذا السياق "أمير المؤمنين على هذه التجربة الرائعة وشرف زيارة البابا فرانسوا". وعرف النشاط الذي استقبله المعهد عرض شريط يعرّف بالمناخ الديني بالمغرب، والتكوين الذي يقدمه معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وأنشطته الاحتفالية بالأعياد الدينية، ومقرراته التعليمية، التي من بينها كراسة "مدخل إلى المسيحية".