أعلن أساقفة المغرب أن شعار زيارة البابا فرانسيس المرتقبة إلى المملكة في آخر شهر مارس الجاري هو: "خادم الأمل"، وأضافوا في ندوة صحافية نظّمت اليوم الثلاثاء بكنيسة نوتردام بالدار البيضاء أن الزيارة الأولى للبابا فرانسيس إلى المغرب تهدف إلى "تطوير الحوار بين الأديان، وتعزيز التفاهم المتبادل بين مؤمني الديانتين، وترسيخ قيم السلام والتسامح". دانييل نوريسات، أب كاتدرائية القدّيس بطرس بالرباط، رأى في زيارة البابا "لقاء مع الشعب المغربي"، وأشاد بالاهتمام الملكي الشّغف بالزيارة، قبل أن يسترسل عارضا تفاصيل برنامج زيارة البابا فرانسيس إلى المملكة يومي 30 و31 من شهر مارس السنة الجارية 2019. وذكر الأب دانييل أن لقاء الملك محمد السادس والبابا سيعقبه لقاء خاص أمام قبر الملكَين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. كما أن البابا سيزور حسب المتحدّث معهد محمد السادس قصد اللقاء بمرشديه ومرشداته الدينيين، واصفا هذا بكونه لقاء بين دعوة الملك إلى الإسلام المعتدل والإصلاح ومحاولة البابا إصلاح الكنيسة. كما ستشهد زيارة البابا فرانسيس للمغرب، حسب المتحدّث، كلمة لأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وشهادتين لطالبين، أحدهما إفريقي والآخر أوروبي، من معهد محمد السادس لتكوين المرشدين والمرشدات، ووقتا خاصا بالموسيقى سيحضر فيه 500 من منشدي الكورال من مختلف أنحاء المغرب، ولقاء مع طلبة معهد الموافقة لعلم اللاهوت بالرباط. ويذكر الأب دانييل أن البابا سيزور أيضا خلال وجوده بالمغرب "كاريتاس"، الجمعية التي تشكّل خدمة مدنية للكنيسة الكاثوليكية، والتي تشتغل مع المهاجرين، مضيفا أن البابا فرانسيس سيلتقي في "لقاء أكثر خصوصية" مع شخصيات مهاجرة، وشخصيات تشتغل مع المهاجرين، إلى جانب احتفال مع أطفالٍ مهاجرين وقصّر غير مرافَقين يمكثون حاليا بالمغرب. كما ستعرف زيارة البابا في السبت الأخير من الشهر الجاري، حسب ما ذكره المتحدّث، خطابا للبابا، وعشاء رسميا يتخلّله لقاء مع مسؤولين مغاربة، ثم سيزور يوم الأحد الموافق للحادي والثلاثين من شهر مارس مدينة تمارة لحضور لقاء بمؤسسة يسوعية، سيتلوه لقاء بكاتدرائية القديس بطرس بالرباط مع القساوسة القاطنين بالمغرب، ومسؤولي الكنائس بالبلد؛ فضلا عن المؤمنين والمؤمنات الذين سيصلّون صلاة تكرّم مريم العذراء ستعرض على مستوى عالمي. ويضيف الأب دانييل أن البابا فرانسيس سيكون بسفارة بلده، حيث سيلتقي بالمسؤولين الكبار للكنائس، ثم سيلتقي بالطائفة المسيحية، في الحدث الأهم بالنسبة لها، من أجل إحياء قدّاس في مكان مغطّى بمركب مولاي عبد الله بالعاصمة، يمكن للمسلمين المهتمّين حضورُه، وهو ما سيعقبه ذهاب البابا إلى المطار من أجل الرجوع إلى روما. ويختصر المتحدّث "عمق الزيارة البابوية" في كلمة "الأخوّة". ومن المرتقب أن يستقبل الملك محمد السادس البابا فرانسيس بمطار الرباط - سلا في اليوم 30 من شهر مارس الجاري، حسب برنامج الزيارة، ثم سيرافقه سيرًا على الأقدام إلى صالة الشرف بالمطار حيث سيُقدّم له الحليب والتّمر "وفق التقاليد المغربية في الاستقبال"؛ ثم سيتوجّهان في موكبين منفصلين نحو القصر الملكي، حيث سيُستقبَل البابا لإجراء مراسيم الترحيب بالنشيدين الوطنيّين للبلدين، وتحية العلم والحرس الشرفي، واستعراض الوفود. ومن المنتظر أن يعقب ذلك استقبال للبابا بساحة البرج للقاء بأعضاء السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني والشعب المغربي من أجل "التحيّة". واختارت زيارة البابا فرانسيس للمغرب شعار "البابا فرانسيس خادم الأمل- المغرب 2019"، وتخلّد، حسب المنشور الرسمي حول تفاصيل الزيارة، الذكرى المئوية الثامنة للقاء القديس فرانسيس الأسيزي والسلطان مالك الكامل من أجل الحوار وتأسيس علاقات منسجمة بين المذهب الكاثوليكي والإسلام، كما تخلّد مرور 800 سنة على وجود الفرنسيسكان في المغرب. وتأتي زيارة البابا السادس والستين بعد المائتين بعد أربعة وثلاثين عاما من زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المغرب، مثبّتَة بذلك "علاقات الترحاب والتفاهم بين المملكة المغربية والكنيسة الكاثوليكية، التي استمرت لقرون"، حسب المصدر نفسه. كما تؤكّد هذه "الزيارة الرسولية" أهميةَ التضامن مع المهاجرين "في بلد اختار منذ وقت مبكّر سياسة الاستقبال باحترام وشجاعة"، وتشكّل "فرصة لإعادة تأكيد ودعم البابا فرانسيس الاتفاق العالمي حول الهجرة الذي عُقد بمراكش برعاية الأمم المتّحدة..من أجل حثّ المجتمع الدولي مجدّدا للتفاعل بمسؤولية وتضامن ومحبّة مع المهاجرين"، بتعبير المنشور التفصيلي الرسمي للزيارة.