في الوقت الذي لم تُعرف فيه الأسباب التي جعلت الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيثيا ووفد مهم من الوزراء يومي 13 و14 من فبراير المنصرم، تقصر على العاصمة الإدارية الرباط دون العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء كما كان متوقعا، وهو نفس الشيء الذي يحدث تقريبا مع زيارة البابا للمغرب يوم 30 و31 من هذا الشهر؛ كشفت معطيات جديدة السبب الرئيس الذي جعل كل جدول أعمال البابا فرانسيس يقتصر على الرباط، كما جاء في برنامجه النهائي المعلن يوم الثلاثاء الماضي، واستثناء مدينة الدارالبيضاء، حيث كان من المتوقع أن يلقي البابا فرانسيسكو يوم السبت 30 مارس خطابا في ساحة مسجد الحسن الثاني. في هذا الصدد، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أنه على الرغم من أنه كان في البداية مبرمجا أن يزور البابا فرانسيس الرباطوالدارالبيضاء، إلا أن السلطات المغربية نصحت دولة الفاتيكان بأن تقتصر الزيارة على العاصمة، حيث سيلقي خطابه الأول في ساحة جامع حسان بدل ساحة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء. ويبدو أن الهاجس الأمني يهيمن على التحضير للزيارة، إذ كشفت “إيفي” ومصادر أرجنتينية، أيضا، أنه كان من المنتظر أن يتناول البابا يوم الأحد 31 مارس الجاري وجبة غذاء عبارة عن “مشوي” أرجنتيني، وهي إحدى الوجبات الأرجنتينية المفضلة لدى البابا، باعتباره ينحدر من هذا البلد، غير أن “دولة الفاتيكان غيرت الفكرة لأسباب أمنية”. هذا الهاجس الأمني الذي يسبق كل الزيارات التي يقوم بها البابا إلى الخارج تقريبا، أكدته رسالة لرئيس أساقفة الرباط، الإسباني كريستوبال لوبيز روميرو، قبل عام، يطلب فيها من المؤمنين الكاثوليك بالمغرب المدعوين والراغبين في حضور القداس بالمجمع الرياضي الأمير بن عبد الله يوم الأحد 31 مارس، إلى عدم السلام باليد على الباب أو أخذ سلفي معه، مذكرا إياهم بأن الأهم هو الإصغاء إلى كلامه والرسالة التي يحملها. وجاء في الرسالة: “لا يجب أن يكون كل همنا الوحيد هو مصافحة البابا أو أخذ صور سلفي معه، بل ينبغي أن ينصب اهتمامنا على الإصغاء إلى كلمته والرسالة التي يحملها”. وتخضع كاتدرائية الرباط للصيانة، حيث من المنتظر أن يلتقي البابا مع أعضاء مختلف الأطياف الكاثوليكية بالمغرب يوم 31 مارس، إذ بوشرت عملية طلاء الجدران وتبييضها بعد أن فقدت نصاعتها بسبب الأمطار الغزيرة السنة الماضية، إلى جانب تنظيف أروقتها استعدادا لاستقبال البابا. هذه المعلمة المسماة كاتدرائية القديس بطرس، التي هي مقر أسقفية الرباط (تتبع لها كل كنائس المغرب، باستثناء تلك الموجودة في شمال المملكة) تأسست سنة 1921؛ وتعد واحدة من أعرق المعالم المعمارية المسيحية في شمال إفريقيا. وينزل البابا والوفد المرافق له بمطار الرباط-سلا يوم السبت 30 مارس حوالي الساعة الثانية مساء بالتوقيت المحلي، حيث سيحظى باستقبال رسمي، مثل الشخصيات الكبيرة التي تزور المملكة، باعتباره رئيسا لدولة الفاتيكان. بعد نصف ساعة، ستشهد ساحة القصر الملكي بالرباط حفل الترحيب بالبابا والوفد المرافق له، حيث سيجري استقباله من قبل الملك محمد السادس. وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف، سيكون للبابا فرانسيسكو لقاء مع المواطنين المغاربة والسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في ساحة جامع حسان، حيث يلقي أول خطاب له في المغرب. وسيرا على منوال الضيوف الكبار للمغرب، سيزور البابا حوالي الساعة الرابعة والنصف ضريح محمد الخامس، قبل أن ينتقل حوالي الساعة الخامسة إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات. فيما ينتهي اليوم الأول من الزيارة بلقاء البابا مع مجموعة من الأجانب بالمغرب في مقر الجمعية المدافعة عن المهاجرين “كاريتاس” حوالي الساعة السادسة مساء، حيث من المتوقع أن يدلي بكلمة مقتضبة. وفي اليوم الموالي، الأحد، ستبدأ أجندة البابا مع الساعة التاسعة والنصف بزيارة خاصة إلى المركز القروي للخدمات الاجتماعية بتمارة. كما يلتقي مع الساعة ال10 و35 دقيقة مع قساوسة متدينين، ومع مجلس الكنائس في كاتدرائية الرباط، حيث سيلقى البابا الخطاب الثاني له بالمغرب، قبل أن يترأس صلاة التبشير الملائكي. ومع الساعة الثانية عشرة، سيتناول البابا والوفد المرافق له وجبة غذاء مع الأساقفة المتواجدين بالمغرب؛ وبعدها يختتم الزيارة بالانتقال إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله لترؤس صلاة إقامة الشعائر؛ قبل مغادرة المغرب حوالي الساعة الخامسة من مطار الرباط-سلا.