من يقول إن مدينة الدارالبيضاء ،حاضرة المغرب الاقتصادية ستتحول بين عشية وضحاها إلى مدينة منكوبة ووسخة ويصبح العيش فيها «بحال الدّبانة في لبطانة»،كما رددت أفراد مجموعة ناس الغيوان ذات يوم وهم يرصدون التفاوت الطبقي في مغرب الملك الراحل الحسن الثاني . ولم يكد يمر يومان على الإضراب الذي يخوضه عمال النظافة منذ أول أمس الخميس،حتى أصبحت أحياء «كازابلانقا» تغص بأكوام النفايات المنزلية الملقاة في الشوارع وملتقيات الأزقة. وساهمت التساقطات المطرية التي تهاطلت على البيضاظ ليلة الخميس الجمعة في إشباع النفايات المنزلية بالمياه لتشرع في التحلل وتنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف . كما انتشرت أسراب من الذباب الصغير تسللت للمنازل في مناطق آهلة بالسكان بعمالات مقاطعات الفداء مرس السلطان ،الحي المحمدي عين السبع ،ابن امسيك ،مولاي رشيد وغيرها . ولم تكد الدار البيضاظ تتخلص من نفايات عيد الأضحى حتى عادت الازبال لتنتشر في مناطق ظلت لوقت قريب «نظيفة»،كما هو الشان بشوارع المال والأعمال بعنالة مقاطعات آنفا . وكان عمال النظافة بالدارالبيضاء قد أعلنوا دخولهم في إضراب عن العمل لمدة أربعة أيام، وذلك تزامنا مع عملية فتح الأظرفة للاعلان عن الشركات الجديدة الفائزة بصفقة النظافة التي تشرف عليها شركة التنمي المحلية «الدارالبيضاء للخدمات ». وسبق لمجلس مدينة الدارالبيضاء الذي يقوده عبد العزيز العماري مت حزب العدالة والتنمية ،أن اتخذ قرارات فسخ عقد التدبير المفوض مع شركة «سيطا» الفرنسية و«أڤيردا» اللبنانية،ويعهد لشركة التنمية المحلية «كازا بريسطاسيون» التي تسير سوق الجملة للخضر والفواكه ،لتتكلف بتدبير قطاع النظافة الحيوي كمرحلة انتقالية في أفق تفويض القطاع لشركات جديدة،وهي الخطوة التي انعكست بشكل بيئي خطير على الدارالبيضاء،يدفع سكانها ثمنا له من صحتهم وتدني مستوى العيش في عاصمة المال والأعمال. وتضم مدينة الدارالبيضاء 3500 عامل نظافة، كانوا يتلقون أجورهم من الشركة المفوض لها، بينهم 1050 من الموظفين الجماعيين، حدد سقف أجورهم في 4000 درهم شهريا. وضمن لائحة مطالب عمال النظافة، هناك اشكالية المنح الخاصة بعيد الاضحى، والرغبة في الرفع من الأجور بالنظر لجسامة العمل الذي يقوم به عمال النظافة .