لا يفوت الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، مناسبة لتفسير أفكاره التي عبر عنها في الصحافة الغربية هذه الأيام. فبعد مقال قصير نشرته "تيل كيل" عن حواره مع مجلة "ديبا" الفرنسية، وعنونته "مولاي هشام. اللسان وما يكول"، بعث توضيحا ماشي على عنوان المقال، لكن لما أثاره حواره مع المجلة الفرنسية. الأمير الذي لا يحب أن يتحدث عن قضايا بلده إلا مع الصحافة الأجنبية عموما والفرنسية على وجه الخصوص، قال إن على المخزن أن يرحل لكن دون أن يكون لهذا تأثير على الملكية، كما عاود ترديد ما كتبه بخصوص مطلب "الملكية البرلمانية".
الأمير رد بالخصوص على هجوم الأمازيغيين على تصريحاته، وقال إنه كان ومازال مدافعا عن التعدد في المغرب، وأكد أنه شدد في هذه النقطة على أن لا يستغل المخزن دسترة الأمازيغية وأن الأمازيغية يجب أن تكون تعبيرا شعبيا لا أمرا مفروضا من فوق، وأضاف أنه أكد على ضرورة ألا توظف الأمازيغية لضرب الوحدة الوطنية.
هذا الرد كان على مقالات قوية منها مقال أحمد عصيد الذي كتب مخاطبا إياه "أنتم لا تعيشون في السياق المغربي"، وذكره بأنه لم يسبق له أن أدلى برأي في موضوع الأمازيغية أيام كانت تعيش سنوات رصاصها مع عمه الحسن الثاني، أنّ ما تمّ في المغرب من دسترة للأمازيغية هوية ولغة، لا يعدو أن يكون إحياء لما أسماه "الظهير البربري"، الذي حاول من خلاله الفرنسيون، حسب رواية الأمير، التفريق بين مكونات الشعب المغربي من "عرب و بربر"، لأن إقرار الدستور للتنوع هو في رأي الأمير مهدّد للإنسجام الإجتماعي ولوحدة الشعب المغربي، وهو بذلك يبرهن على أنه لم يبرح مدرسة "الجاكوبينيزم" الفرنسية ،التي تخرجت منها الطبقة السياسية المغربية المؤسسة للدولة المغربية الحديثة بعد الإستقلال، وهو النموذج الذي نحن بصدد تجاوزه في غفلة منه. وأوضح عصيد أن ما كتبه يظهر جهله الكبير بواقع بلده وبنضال مواطنيه.