يوم 22 يونيو القادم سيكون يوم جمعة وسيفرض على الصحافيين والصحافيات مديرين ومديرات، أن يصوتوا على من يمثلهم في المجلس الوطني للصحافة.. سيصوّتون كالبرلمانيين والبرلمانيات و مستشاري الجهات والجماعات يوم الجمعة ..بعد معركة حامية على من سيتبوأ كراسي المجلس ويصدر الأحكام والقرارات ويصفي الحسابات ويعطي ويمنع ويوقف وينذر ويعاقب. منهم من كان في سبات عميق فأيقظوه ليترشح ، ومنهم من يهرب إلى الامام من مشاكله ومنهم من ينتظر أن يفرجها الله .. منهم من عمل وكد واجتهد وعاش فظائع هذه المهنة وفضائحها وأسرارها ومنهم من يمارس عقده على بريئات ،ومنهم مليارديرات وفيهم فقراء وفقيرات والكثير جدا من الهواة .. الصحافة ليست بطاقة وليست مجلسا ولا صفقات مالية وسياسية .إنها مثل الماء الذي يجري في الأسفل في الأرض و الزرع و الحياة ،يفضح المستور وينير الطريق ،وَاذا ركد أزكمت روائحه الأنوف .. في المغرب تسلم وزارة الاتصال حوالي 3000 بطاقة للصحافيين ،يبدو العدد قليلا بالمقارنة مع عدد السكان .. ولكن الذين لايحملون بطاقة الوزارة أو لايريدون حملها هم بالألاف .. ومن الصدف الخبيثة التي ترمز إلى الوضع المريض لهذه المهنة أن الترشيح والحملة والإنتخابات وإعلان الفائزين ستجري في ظل محاكمة غريبة بطلها صحافي وضحاياها صحافيات وما بينهما من كنبات وكاميرات وآهات ..من مهام المجلس المعلنة إعطاء بطاقة الصحافة وسحبها وتأطير أخلاقيات الصحافة ودعم الصحف والمواقع والتحكيم والنظر في مشاريع القوانين والمراسيم المتعلقة بالمهنة بمعنى أن المشرع أعطى للمهنيين ووضع بين أيديهم تسيير مهنتهم وتدبير قضاياها ،بدون تدخل مباشر من الأجهزة الأخرى. بعد أن طهرت الدولة المشهد باجراءات قانونية وأبعدت المشبوهين والأميين وتجار الخردة ،وفتحت المجال لحملة الشهادات من أجل رفع المستوى . على عكس المجالس الاخرى بالمغرب المعينة بالكامل مجلس الصحافة جمع متناقضات في تركيبه سبعة ينتخبون باللائحة وسبعة بالفردي وسبعة معينون بحال قصعة الكسكس بسبع خضاري التي نتذكرها يوم الجمعة. المطبخ يطبخ و يفتح الشهيةرغم نصائح الطبيب و صفير الغاضبين. من يهرب من دار العرس و الحكامة و الكرسي؟ فالمجالس في المغرب بالقانون و الاعراف و الحكامة و الدستور لكنها سقفها مرقة و أجور سمينة من أموال دافعي الضرائب. واش كاين شي مجلس وطني أو هيئة في البلاد و هم بالعشرات نسينا بعضها بدون أجور و تعويضات مغرية يسيل عليها اللعاب. كذلك كانت تجارب المجالس و الهيئات السابقة . فهل سيخرج مجلس الصحافة عن العادة و القاعدة.؟ .و لا يخرج عن القاعدة سوى الشيطان.