يشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يطفئ هذه السنة شمعته الثالثة عشرة، أداة للدفع بمخطط المغرب الاخضر ونافذة حقيقة للقطاع الفلاحي، الذي يعد المساهم الرئيسي في نمو الاقتصاد الوطني. وتمكن هذا المعرض، الذي يشكل فضاء للتبادل والتواصل، على مر السنوات من ترسيخ حضوره كحدث سنوي كبير بالنسبة للمهنيين والجمهور الواسع. ويعزى النجاح الهام الذي راكمه المعرض على مدى 13 سنة إلى أنه يقدم أفضل ما يتحقق عالميا من منجزات في مجال الفلاحة والصناعة الغذائية. ولا يفتأ المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، من دورة إلى أخرى، يحقق التجديد والنضج والتنوع. ففي كل دورة، يطرح المعرض للنقاش موضوعا مختلفا من أجل ايجاد حلول للاشكاليات التي تشغل بال شريحة واسعة من الفلاحين والمهنيين. كما ان المعرض يواصل تسجيل ارقام قياسية، خاصة على مستوى الزوار والعارضين والدول المشاركة. وهكذا سجلت الدورة الثانية عشرة للمعرض ما مجموعه 810 آلاف زائر خلال ستة أيام فقط، مع 260 ألف زائر خلال اليوم الأخير من المعرض. كما شهدت هذه النسخة رقما قياسيا من حيث عدد المشاركة ب 1350 عارضا. ويجلب هذا الحدث الفلاحي الكبير اهتمام الجمعيات المهنية، خاصة التعاونيات التي بلغ عددها 393 عام 2017، وهو رقم قياسي واكبه أيضا ارتفاع في جودة المنتجات المعروضة. وتشكل دورة 2018، التي ستقام كما هي العادة بفضاء صهريج السواني بمكناس (24 -28 ابريل) مناسبة لترسيخ نجاح هذه السنوات الثلاث عشرة، مع التركيز على موضوع “اللوجستيك والأسواق الفلاحية” الذي يفرض نفسه اليوم بقوة على المهنيين أمام مستهلكين أكثر تطلبا. وتتميز الدورة ال13 بمشاركة هولندا، ثاني أكبر مصدر للمنتجات الفلاحية في العالم، كضيف شرف، الاختيار الذي لم يأت عبثا، إذ أن القطاع الفلاحي بهذا البلد يتميز بإنتاجيات من بين الأعلى على المستوى الدولي، إلى جانب استثمارات كبيرة في مجال الابتكار والاستخدام الفعال للموارد. وخلال هذه السنة، سيقام المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب على مساحة إجمالية تبلغ 180 ألف متر مربع ، منها 87 ألف متر مربع مغطاة لاستقبال أكثر من 1400 عارض يمثلون 70 بلدا. ويتضمن برنامج الدورة تنظيم أزيد من 30 ندوة يقوم بتنشيطها خبراء مغاربة وأجانب، فضلا عن توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الوطنية والدولية.