سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
2 مارس: الاحتفال المنسي لاستقلال المغرب. الباحث نبيل ملين : “الحسن الثاني كرس الخلط بين يوم الاستقلال والاحتفال بالعرش. وهاذ التمازج كيمثل سيادة النظام الملكي، الي كيتموقع الآن في المركز وفوق الفضاء الاجتماعي المغربي”
الباحث نبيل ملين – عن هاف بوست المغرب// “لماذا لا يحتفل المغرب بالذكرى ال 61 لاستقلاله؟. هكذا عنونت هاف بوست المغرب ملفا صحفيا عن ذكرى 2 مارس التي تؤرخ للإعلان الفعلي عن استقلال المغرب. حول هذا الموضوع، أجرت هاف بوست المغرب حوارا مع الباحث نبيل مولين دكتور مادة التاريخ بجامعة (السوربون) والعلوم السياسية (معهد إيب باريس). في 2 مارس 1956 وقع في باريس، الإعلان الفرنسي المغربي المشترك، الذي يصادف رسميا نهاية الحماية الفرنسية وبالتالي استقلال المغرب. وفي السابع من أبريل من العام نفسه، أنهت الحكومة الإسبانية حمايتها على شمال المغرب. – هاف بوست المغرب: يستمر المغرب في الاحتفال باستقلاله في 18 نوفمبر. ماذا يمثل هذا التاريخ؟ ولماذا هذا التغيير؟ – نبيل ملين: يمثل تاريخ 18 نوفمبر حدث تنصيب محمد الخامس سلطانا على المغرب في عام 1927، وقامت الحركة الوطنية انطلاقا من سنة 1933 بالاحتفال ب 18 نونبر كعيد للعرش، يرمز إلى الأمة المغربية الوليدة. شكلت هذه المناسبة أول عطلة غير دينية في التاريخ الحديث للبلاد. منذ سنة 1956، ظل المغاربة يحتفلون ب “الأيام المجيدة الثلاثة”. 16 نونبر تاريخ عودة محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى، و17 نونبر عيد الانبعاث، ثم 18 نونبر عيد العرش. ولكن حتى عام 1961، كانت هناك منافسة احتفالية ب 2 مارس كعيد للاستقلال. الوطنيون اختاروا 2 مارس، والقصر اختار 18 نوفمبر. وكرس وصول الحسن الثاني إلى السلطة الخلط بين يوم الاستقلال والاحتفال بالعرش. هذا التمازج يمثل سيادة النظام الملكي، الذي يتموقع الآن في المركز وفوق الفضاء الاجتماعي المغربي. – هاف بوست المغرب: كيف كانت الفترة الممتدة من عودة سلطان محمد الخامس من المنفى إلى 2 مارس 1956؟ هل كان هناك فصل واضح مع الحماية؟ – نبيل ملين: الانتقال الرمزي يبقى سريع نسبيا. في نوفمبر 1955، انطلقت مفاوضات “لا سين سان كلو” لإنهاء عهد الحماية. وجسد تأسيس حكومة مغربية برئاسة مبارك البكاي وتأسيس القوات الملسحة الملكية مظهر لانتقال السيادة للجانب المغربي، لكن في الواقع، نقل المقدرات والخصائص وسمات الدولة يستغرق وقتا أطول. انتظر المغرب حتى عام 1959، من أجل اعتماد عملة الدرهم، كما أن إجلاء القوات الأجنبية امتد حتى عام 1961 بالنسبة للجيش الإسباني، وحتى عام 1963 للقوات الفرنسية، علاوة على أن مغربة الاقتصاد، لم تتم إلا في عام 1973. ويمكننا أن نضيف أن البناء المؤسساتي الديمقراطي الحديث، فضلا عن استكمال الوحدة الترابية، من الأوراش المفتوحة بعد 61 عاما من الاستقلال. عموما لم يؤسس الاستقلال لفصل واضح مع عهد الحماية. وعلاوة على ذلك، وعلى عكس البلدان الأخرى، فالمغرب المعاصر لم يتشكل مع المستعمر السابق. مسار الكيان الذي يسمى المغرب حاليا هو جزء من تاريخ ألف سنة. – هاف بوست المغرب: أنت مؤرخ وعالم سياسي. ما هي بالنسبة لك القضايا الرئيسية للذاكرة والسياسة في التاريخ المعاصر؟ هل هناك “طابوهات” مستمرة؟ – نبيل ملين: في رأيي، ليس هناك من “طابوهات” تاريخية. الدين والنظام الملكي والصحراء، كلها يجب أن تكون مجالات للبحث وطرح الاسئلة. إن النقد الذاتي الدائم هما الوسيلة الوحيدة للتغلب على أخطاء الماضي، والتصالح معه، والتوصل إلى مستقبل أفضل. التحدي الرئيسي للمؤرخ هو التقصي في الأساطير والروايات الخطية بغض النظر عن أصولها ومصادرها. هذا العمل التفكيكي هو أفضل وسيلة لإعادة بناء سياق تاريخي معقد ومتصل، يأخد في الاعتبار الحقائق التي تختلف في الفضاء والزمان وتتناسب مع سياقات معينة.