يحتفل المغربة يوم 18 نونبر بعيد استقلال لكن ربما لا يعلم عدد كبير من المغاربة اليوم أن أجدادهم كانوا يحتفلون بهذه المناسبة يوم 2 مارس سنوات 1957 و1958 و1959 و1960 أن تحويل الاحتفال بعيد الاستقلال إلى يوم 18 نونبر لم يحدث إلا سنة 1961 في أول مرة بأمر من الحسن الثاني ملك المغرب يومئذ... وبالرجوع إلى التاريخ سيلاحظ المتتبعون أن 18 نونبر هو يوم جلوس محمد الخامس على العرش منذ 18 نونبر 1927 وبالتالي فالتاريخ ظل يؤرخ لعيد العرش أيام حكم ابن يوسف ، وسيصبح هذا اليوم من الأيام المجيدة لدى المغاربة بعد أن أضيف إليه يوم 16 نونبر الذي يؤرخ لعودة محمد الخامس من المنفى سنة 1955 يومين قبل إحياء عيد العرش الذي كان يتم في 18 نونبر من كل سنة منذ مطلع الثلاثينات.
وفي 18 نونبر 1955، ألقى محمد الخامس بعد عوته خطابا تاريخيا أعلن فيه انطلاق الجهاد الأكبر ومواصلة العزم على إنهاء نظام الحماية وبزوغ عهد الاستقلال. وبعده ثلاثة أسابيع تم تشكيل الحكومة المغربية الأولى يوم 7 دجنبر 1955 برئاسة امبارك البكاي، معظم وزرائها من حزب الاستقلال. 1955 وهي الحكومة التي كان الهدف الرئيسي من تشكيلها هو متابعة المفاوضات مع سلطات الحماية من أجل تحقيق استقلال البلاد، وبناء دولة مغربية مستقلة وتنظيمها. وقد كثف من أجل ذلك السلطان محمد الخامس وبجانبه ولي العهد آنذاك، مولاي الحسن مجهودات جبارة ومتواصلة انتهت بتوقيع عقد الاستقلال في يوم 2 مارس 1956.
وهكذا، ظل المغرب، رسميا وإلى حدود وفاة محمد الخامس في نهاية فبراير 1961، يحتفل من جهة بما سمي بالأيام المجيدة الثلاثة: 16 نونبر (عيد العودة، أي عودة محمد الخامس من المنفى) و17 نونبر (عيد الانبعاث) و18 نونبر عيد العرش (الذي كان يخلد ذكرى جلوس محمد الخامس على العرش في 18 نونبر 1927). مقابل تخليد عيد الاستقلال يوم 2 مارس من كل سنة خلال سنوات 1957 و1958 و1959 و1960...
وحدث أن توفي محمد الخامس يوم 26 فبراير 1961 الموافق ليوم 10 رمضان 1380 ه واختار الحسن الثاني يوم 3 مارس للاحتفال بعيد جلوسه على العرش، أي يوم واحد بعد عيد الاستقلال (2مارس) ... ولأسباب فضل الحسن الثاني تغيير موعد عيد الاستقلال وربطه بأيام نونبر المجيدة ومن يومها غدا المغاربة يخلدون عيد الاستقلال يوم 18 نونبر بدل من 2 مارس وهو ما يجهله معظم الشباب اليوم ...