ليست حد السوالم، فقط، مدينة 17 مليار التي انتشرت إشاعة حجزها بفيلا رئيس جماعتها المعزول، البرلماني زين العابدين حواص، المعتقل بالسجن المحلي عكاشة بالدارالبيضاء، انتشار النار في الهشيم، وإنما هي أيضا قبلة للراغبين في اقتناء المشروبات الروحية من نبيذ (روج) وجُعَة (بيرة) على مدار ساعات اليوم، نهارا وليلا، وبدون توقف. فبفضل "بيسري الشراب" الموجود بدورة "بن عمر " على الطريق الساحلية، المعروفة باسم طريق آزمور، يظل السكارى يتوافدون على المحل القريب من محطة البنزين (ش م ا) الذي يتبدى من الوهلة الأولى أنه مجرد محل بسيط، لكن بمجرد الاقتراب منه يطلع المرء على ما يضمه من صناديق مختلف أنواع الخمور التي تبقى في متناول الجميع، ليلا ونهارا، وبدون حسيب أو رقيب. فإذا كانت جميع مستودعات بيع الخمور المعروفة ب (البيسريات) على صعيد التراب الوطني تتقيد بالمواعيد المفروضة عليها من طرف الجهات التي تصدر هذه العينة من التراخيص، حيث تغلق أبوابها قسرا في الساعة الثامنة، إلا أن "بيسري" حد السوالم له توقيته الخاص، حيث يفتتح هذا المحل صباحا ولا يغلق أبوابه إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، حوالي الثانية أو الثالثة صباحا، حيث يبقى رهن إشارة السكارى من مختلف المناطق بعد أن يظل ملاذهم الوحيد في الساعات المتأخرة من الليل. ومن أجل ذلك يقصده المتبضعون من البئر الجديد، سيدي رحال، حد السوالم، دار بوعزة، وحتى من أحياء البيضاء التي يبعد عنها بحوالي 20 كلمترا. وقد تقدم اباء واولياء التلاميذ بعدة شكايات بلا فايدة. قاليك مول البيسري "واصل، وحتى واحد ما يقدر عليه"… وقد طالب المتضررون وزير الداخلية والجنرال حسني بنسليمان وعامل اقليمبرشيد الجديد بفرض احترام القانون على هذا المحل، وإلزامه بأوقات العمل القانونية، في فتح المحل وإغلاقه، واحترام مساطر ترويج هذه المشروبات المسكرة.