يبدو أن الوحدة التي ميزت حركة 20 فبراير وتنسيقيتها المحلية بمدينة طنجة منذ انطلاق الحراك الاجتماعي في الطريق إلى الزوال، إرهاصات تصدع عميق في مكونات الحركة بدأت ملامحه في التشكل طيلة الأسبوع الماضي ليتوج اليوم الأحد على شكل مقاطعة لنشاط نظمته الحركة بمقر العدل والإحسان. وأكد مصدر من داخل التنسيقية ل كود" أن حزبي الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي، هذا الأخير أعلن عن مشاركته في الانتخابات التشريعية المقبلة، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والكونفدرالية الديموقراطية للشغل قاطعوا، دون تقديم أي مبررات، أشغال يوم دراسي دعت إليه الحركة بمقر العدل والإحسان، لمناقشة محاور تتعلق بالآفاق والبرنامج النضالي للحركة والمسألة التنظيمية والإعلام والمالية، وهو اللقاء الذي كان يراد منه تقييم ما تحقق تحت ضغط الحراك الاجتماعي وتحديد الملامح المستقبلية للحركة.
بداية التشتت من الداخل "هذا ما جنته على أهلها براقش" ... يلخص هذا المثل العربي ما تعيشه الحركة منذ نهاية رمضان، فمنذ اعتكاف العدليين خلال العشر الأواخر من رمضان وبروز سيطرتهم العددية والتنظيمية على الحركة، فشل شباب 20 فبراير في استعادة زخم المسيرات التي عاشتها مدينة طيلة الأشهر الماضية، وتوج الفشل بالشعارات الراديكالية وغير المحسوبة التي رفعتها مسيرة الأحد 18 شتنبر، والتي أدت إلى انسحابات آنية لبعض التجار والمناصرين للحركة، لكن تداعياتها كانت وخيمة على الحركة.
وخلف رفع شعار "إسقاط النظام" استياء وسط مجموعة من شباب الحركة الذي احتجوا على عدم الانضباط إلى الأرضية التأسيسية المتفق عليها بين مكونات الحركة وتنسيقيتها المحلية. وبالرغم من الرسالات المطمئنة التي بعثت بها الحركة في مسيرة الأحد الماضي، إلى أن حجم المشاركة بقي أقل من المسيرات الحاشدة التي اعتادت عليها مدينة طنجة.
من الوقفة إلى المسيرة في الوقت الذي كانت فيه الحركة تنظم وقفتها الاحتجاجية قبالة ساحة التغيير المطوقة بعناصر الأمن (الفيديو)، حاولت مجموعة من المراهقين من حي بني مكادة جر الحركة إلى مواجهة مباشرة مع قوات حفظ النظام حينما حاولت اختراق الطوق الأمني، لكن شباب الحركة رفع شعار "سلمية سلمية"، ليقوم المراهقون بقذف قوات الأمن بالحجارة والقنينات الفارغة، دون أي رد يذكر من طرف قوات الأمن التي بقيت مرابضة في الساحة.
أمام هذه الوضعية، اختار شباب حركة 20 فبراير التوجه في مسيرة ببعض أحياء بني مكادة وتشار بن ذيبان مرددين شعاراتهم الاعتيادية من قبيل "عاش الشعب" والشعب يريد إسقاط الفساد" و"صاحب الجلالة هو الله تعالى"، واللهم هذا منكر المخزن الحكار".
الإعلام ما مسوقش من الخلاصات التي وصل إليها المشاركون في اليوم الدراسي للحركة، أن الإعلام "ما مسوقش"، باستثناء المسيرات الأولى، لا تجد أنشطة ومسيرات الحركة أي صدى إعلامي مهم لدى المواقع والجرائد المحلية أو الوطنية، لهذا الغرض، أوصت الحركة بضرورة خلق لجان إعلامية لتقريب الحركة من المواطنين