— عمات خالتي نجية مسكينة وبقينا انا وياها بلا معيل، فالشهرين الاولى فاش عمات بقينا عايشين بالبركة و المساعدات ديال الناس، ردات للناس اللي كانت بدات تطرز ليهم فلوسهم حيث ماغاديش تقدر تكمل، واحد المرأة مابغاتش تأخذ الفلوس وبقات كاتجي مرة مرة تطل علينا وتجيب لينا الماكلة والحوايج، عرفت من بعد انها كانت مزوجة بخليجي لاباس عليه وولدات منو زوج بنات وطلقات منو، خلاتهم ليه ورجعات للمغرب ودارت مشروع ديالها. دازت الأيام مابقاتش ديك المرأة كاتجي، تقطع ليها الحس وبقينا عاود على الضص انا وخالتي نجية، كنت دوزت الامتحانات فوضعية جد صعبة وجبت مزيان، فرحات نجية مسكينة وبقات كاتعنق فيا، قالت لي الا كانت مّي معانا كانت غادي تفرح بزاف ودير الرفيسة وتعيط للعيالات. بقيت انا كاندير العقاد ديال القفاطن، كنت تعلمتهم من مّي ، كاندور على الخياطة وناخد منهم السلعة، مرة مرة كانصور عشرة دراهم فالنهار ولا ثلاثين درهم فيومين، كانعيشو بيها انا وخالتي نجية، الا فطرنا مانتغداوش ولا تغدينا مانتعشاوش، ضعافت بزاف خالتي نجية وحسات بالقنطة حيث هي كانت امرأة نشيطة، ديما كادور على الخياطة والعيالات باش تاخد لي كوموند ديال الطرز، ملي كاتخرج فالصباح كاترجع حتى تجيب معها الخيط والصابرة حرير والثوب وتبدا تطرز حتى يودن الفجر ولا كاتمشي للعراسات والختانات مع العيالات وتبقى تشطح، ماكنتش كاتجلس كاع، كانت ديما كاتكحل عينيها ودير السواك ودير واحد العطر كانشمو غير عندها وعمري عرفت سميتو، حيث كانت عندها واحد الجهة فالبلاكارزمسدودة، عمرها فتحاتها قدام شي واحد. هاديك البلاصة هي الشيء الوحيد الغامض فحياة خالتي نجية. كانت امرأة فرحانة ونشيطة عاشت الحياة كيفما بغات واخا الزلط بحال الا كانت عارفة انه غادي يجي واحد النهار ويمشيو ليها العوينات، كانت كاتبغي الماكلة مزيانة وعزيز عليها الحوت والفواكه والصينية د اتاي وتقرقيب الناب، عزيز عليها تبدل الطلامط ودير دارت وتجمع الوصفات دال الطبخ من عند العيالات وتعيط لي نكتب حيث هي ماكنتش قارية بزاف. خارجة من الثاني واقيلا. ولكن كانت هي الانسان الوحيد اللي بقى لي فالدنيا ونقدر نتيق فيه. جا الإضراب ديال فاس ف 1990، ومن بعد منها تهرسات المدينة، الاقتصاد مشى، اصحاب الشركات ديال النسيج . سدو وهربو لكازا وطنجة، دور الدباغ حتى هوما،بقات فاس خاوية والاقتصاد ديالها مهرس، والمساكن كايتطحنو حيث هوما اللي جات فيهم الضربة ديال بصح. مابقيتش كاندير العقاد حيث الخياطة سادين، ومابقاش عندنا ماناكلو. الفلوس اللي بعت بيها الاثات ديال دار مّي خسرتهم، بقات غير ربعمية مكمشة اللي عطاتني مّي كنت حالفة عمري نخسرها ولا نضيعها. الطيابات د الحمام صحابات نجية ومي الله يرحمها هوما اللي كانو كايجيبو لينا ماناكلو، مرة فالنهار وانا كنت كانقرا، وصاحبتي سميرة كاتجيب لي شي حاجة نسكت بيها كرشي. عشنا الفقر والجوع لشهور طويلة، ولقيت فشعري القمل حيث انا ونجية ماكنش عندنا باش نمشيو الحمام. نهار لقيت القمل فشعري، طلعت للسطح وطلعت فيدي مسحوق ديال التصبين، وجاڤيل. غسلت بيهم باش نحيد القمل. منين نشف شعري لقيت مزال كاين القمل، جات سميرة صاحبتي للدار، كنت قلت ليها تجيب معاها زيزوار. حسنات لي شعري اللي كان طويل وقوي ورطب من الجذر. كانشوف فالمراية، كانلقى مراهقة يتيمة، قرعة ماعندهاش الشعر،ماعندهاش مها، ماعندها ماتاكل وماتلبس. وعندها امرأة كبيرة عمياء خاصها تصرف عليها. تكون جيعان وموسخ وفيك القمل معشش ليك فراسك، فنظري هو أقبح احساس يحس بيه إنسان على قيد الحياة. — الحلقات السابقة : الحلقة 1 : https://goo.gl/ci1t5k الحلقة 2: https://goo.gl/6JqG2p الحلقة 3: https://goo.gl/XJB9RE الحلقة 4: https://goo.gl/F755AP