تعيين الملك محمد السادس اليوم تحديدا سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة فيه كثير من الذكاء السياسي للقصر. علاش؟ أولا، كان من الصعب إعفاء عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الفائز بالانتخابات الأخيرة، بعد أن اعتُبر تعيينه لولاية ثانية على رأس الحكومة "انتصارا" للقصر للمنهجية الديمقراطية والتأويل الديمقراطي للدستور وخصوصا الفصل 47 منه. وبعد أن تم إعفاء بنكيران الذي يبدو أنه صار "شخصية غير مرغوب فيها"، كان لابد من الاستمرار في الانتصار للمنهجية الديمقراطية، من خلال ترك رئاسة الحكومة لدى "البيجيدي" في خطوة أولى، ثم تعيين "الرجل الثاني" في هذا الحزب في خطوة ثانية. ثانيا، تعيين العثماني اليوم جاء استباقا للمجلس الوطني (برلمان) لحزب إسلاميي المؤسسات الذي سينعقد صباح غد، واستباقا أيضا لأي مفاجأة قد تخرج منه، وإن كان الاتجاه هو "التفاعل الإيجابي مع بلاغ الديوان الملكي"، ومن بينها أن "يقترح" الحزب رئيس حكومة، ومن هنا كان سحب هذا البساط المفترض، لتنصب "المناقشات" في برلمان "البيجيدي" حول إعادة الاعتبار لبنكيران وعدم تحميله مسؤولية البلوكاج ودعوة رئيس الحكومة المعين (الذي هو رئيس هذا المجلس الوطني) للسير على خطى سلفه من خلال التمسك بعدم إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة التي كُلّف بتشكيلها من طرف الملك.