الصورة لمحطة "أفريقيا" في ملتقة شارع الفداء وشارع محمد السادس (طريق مديونة سابقا) بالدارالبيضاء. هي في الظاهر محطة كباقي المحطات لمجموعة "أكوا"، لصاحبها عزيز أخنوش، رجل المال والأعمال، ورجل السياسة، والوزير القوي، وصديق الملك محمد السادس. لكن آجي نعرفو قصة هاد المحطة اللي ماشي بحال باقي محطات الوقود. كانت هذه أول محطة اشتراها أحمد أولحاج أخنّوش، والد عزيز أخنوش الوزير الحالي للفلاحة والصيد البحري ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. في الواقع، لم يقتنها أحمد أولحاج وحده، بل اشترك فيها مع زوج أخته، الحاج أحمد واكريم، وقد كانت مملوكة قبلهما لشركة "موبيل أويل". هذا ما يحكيه الدكتور عمر أمرير، في كتابه "العصاميون السوسيون في الدارالبيضاء –السلسلة الذهبية الأولى"، والذي وقع طبعته الثانية (المزيدة والمنقحة)، في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء في دورته الأخيرة. ولهذه المحطة تاريخ طويل، في عهد أخنوش وواكريم، حيث كان يترأس فيها المقاوم الشهير محمد الزرقطوني اجتماعات الخلايا الوطنية الأولى، كما كان يجتمع فيها الدكتور عبد الكريم الخطيب بالمقاومين، بحكم أنها كانت قريبة من عيادته. وقد شهدت المحطة مرور المقاومين المعروفين من قبيل إبراهيم الروداني وحسن الصغير واحميدو الوطني… الذين كانوا يجدون في الشريكيين السوسيين "جميع أنواع المساعدة"، حسب أمرير. هادي ما خاصهاش تكون غير صطاصيون خاصها تكون متحف للمقاومة. وكان آخر اجتماع للمقاومة بالمحطة، حسب المصدر ذاته، قد عرف مداهمة القوات الفرنسية له، وكان على رأس المعتقلين أحمد أخنوش الذي تم الزج به في غياهب سجون الجنوب… من بعد سيعود إلى الدارالبيضاء، ويستمر المشوار وتتزايد المحطات والشركات، ويتم إنشاء هولدينغ "أكوا"، أي الحرفان اللاتيينيان الأوليان من اسم أخنوش والأوليان من اسم واكريم… ?