تنطلق. غدا الاثنين، أشغال الندوة الدولية المشتركة الأولى حول التعاون الإفريقي الأسيوي، التي تنظمها جامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع مركز الدراسات الإفريقية بجامعة نانجين الصينية و مركز الدراسات الأورو-إفريقية بجامعة هانغ يانغ الكورية و معهد ميجي للدراسات الكونية بجامعة ميجي اليابانية، وبتعاون مع مركز الأبحاث التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، ومعهد كونفوشيوس والمركز الإفريقي للدراسات الآسيوية بالرباط. وتنعقد هذه الندوة الدولية المشتركة، التي تمتد ليومين، بمبادرة من جامعة محمد الخامس وشركائها الأسيويين والمغاربة من أجل تدارس التطورات والآفاق التي تحكم مسار علاقات التعاون الإفريقي الأسيوي خلال العقدين الأخيرين.
وحسب الجهة المنظمة، فإن القارة الإفريقية تشهد اهتماما متزايدا من طرف عدد من الدول الأسيوية، خاصة الصين واليابان والهند و كوريا الجنوبية، سواء داخل الإطار الثنائي للتعاون بين الدول، أو من خلال المنتديات التي تم إحداثها منذ العشرية الأخيرة للقرن الماضي، وبخاصة مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية إفريقيا، والمنتدى الصيني الإفريقي للتعاون، والقمة الإفريقية الهندية، والمنتدى الكورية للتعاون الاقتصادي.
وتلعب اليوم هذه المنتديات، حسب المصدر نفسه، أدورا رائدة سواء في تأطير الدعم الأسيوي للدول الإفريقية في مجال التنمية، و تنفيذ البرنامج الأممي لأهداف التنمية، أو في صيغته الجديدة المتعلقة بالتنمية المستدامة، أو من خلال توسيع أفاق التعاون لتشمل قطاعات الاستثمار و رفع عتبة التعاون لتشمل الأعمال، و الأمن و التغيرات المناخية.
وقد سجلت الطبعات الأخيرة للمنتديات الأفرو-أسيوية تحولا ملموسا جسدته رغبة الدول الاسيوية في توسيع تعاونها مع الدول الإفريقية ليشمل قطاعات جديدة مثل الطاقات المتجددة، والسياحة والأعمال، والتغيرات المناخية والأمن والتعاون في الصناعات و الأمن الغذائيين، كما أن هذه المنتديات، بدأت تتجه نحو إشراك المنظمات الإقليمية للقارة السمراء لتلعب دور الشريك في تأطير و تنفيذ خطط و برامج التنمية التي تتم المصادقة عليها داخل هذه المنتديات. و نظرا للدور التي أصبح يضطلع به المغرب داخل نسيجه الإفريقي، بحضوره الدبلوماسي و الاقتصادي، و كذا بعمله الطلائعي في تعزيز الاندماج القاري، وتعزيز قنوات التعاون جنوب-جنوب، ثم من خلال توسيع شراكاته مع الدول الأسيوية، تتجه أنظار عدة فاعليين أسيويين نحو المغرب. وأشار المصدر ذاته إلى أن «زيارات صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ 2002 لكل من الصين واليابان والهند جسدت محطات أساسية في تأطير علاقات التعاون المغربي الأسيوي على أساس تشاركي واستراتيجي قوامه الربح المتبادل، والانتقال من العلاقات التقليدية المبنية على المساعدات إلى شراكات الاستثمار. وهي الزيارات التي تكللت في محطاتها الأخيرة خلال السنتين المنصرمتين بتوقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون بين المغرب والهند والمغرب والصين».