أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد محمد أوزين، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب يظل مستعدا للعمل من أجل أن يفضي مسلسل التقارب بين إفريقا وآسيا إلى تنمية ورفاه الشعوب الإفرقية. وأشار السيد أوزين في كلمة خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية الرابعة للتعاون الإفريقي -الآسيوي، التي ينظمها معهد الدراسات الإفرقية التابع لجامعة محمد الخامس السويسي، إلى أن المغرب، الذي كان سباقا بإفرقيا في مجال التكتل الإقليمي، نهج سياسة أهلته ليصبح نموذجا للتنمية الاقتصادية المندمجة بالنسبة لمناطق القارة الإفرقية. وأضاف أن التعاون بين آسيا وإفريقيا، الذي يزداد كثافة ويتسع مع مرور السنين، يندرج في إطار قانوني يشهد تطورا مستمرا، مشيرا إلى أن هذا التعاون كفيل بالارتقاء بآسيا إلى مستوى شريك متميز. من جهته، اعتبر رئيس جامعة محمد الخامس السويسي، السيد الطيب الشكيلي، أن آسيا يمكن أن تشكل مصدرا هاما للاستلهام بالنسبة للبلدان الإفرقية، وخصوصا بالنسبة لاستراتيجياتها التنموية. وأشار إلى أن الظرفية الدولية المطبوعة بالأزمة الاقتصادية، والتي يسودها مناخ من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، أو النزاعات التي تعرفها كل من إفرقيا وآسيا، تتطلب الآن أكثر من أي وقت مضى، خلق نوع من التمازج بين المقاولات وجميع الفاعلين من القارتين. من جانبه سلط سفير اليابان بالرباط، السيد ياسونوري ياناغيا، الضوء على علاقات التعاون بين اليابان والمغرب، والتي تتجسد على الخصوص في استقرار المزيد من المقاولات اليابانية بالمملكة، معبرا عن الأمل في أن يتسع هذا النموذج للتعاون ليشمل بلدانا أخرى بالقارة الإفرقية. وأشار إلى أن اليابان ما فتئت تعمل منذ سنة 1993، على تشجيع التنمية بالقارة الإفرقية، مذكرا في هذا السياق بالمبادرة التي اتخذتها حكومة بلاده سنة 2008، والمتعلقة بمضاعفة الدعم الرسمي للتنمية الممنوح من طرف بلاده في أفق 2012، ودعمها لتشجيع الاستثمارات اليابانية الخاصة في البلدان الإفريقية. ومن جهته، شدد المكلف بالأعمال لدى سفارة الصين بالمغرب، السيد لي جينجين، على أن تعزيز التعاون القائم بين آسيا وإفريقيا يكتسي دلالة رمزية للنهوض بعملية استعادة الاقتصاد العالمي لعافيته بهدف رفع التحديات المطروحة على المستوى الدولي والحفاظ على السلم والأمن بالعالم. واعتبر المسؤول الصيني في سياق آخر أن الصين، وإن كانت بعيدة جغرافيا عن إفريقيا، فإنها قريبة منها من خلال صداقة عميقة وعريقة ، مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية بين الصين وإفريقيا تجاوزت مائة مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات المباشرة سبعة ملايير وثمانية مائة مليون دولار في عام 2008. ومن جهة أخرى ،أكد مدير معهد الدراسات الإفريقية، السيد يحيى أبو الفرح، أن الدورة الرابعة لهذه الندوة تروم تعميق التفكير حول موضوع التواجد الآسيوي بإفريقيا ،واستكشاف أوجه التناسق الممكن ،وكذا عوامل التقارب وتعزيز التعاون بين إفريقيا وآسيا. وأضاف السيد أبو الفرح أن الندوة تشكل أيضا مناسبة لتوجيه نداء إلى مختلف مكونات المجتمعات الإفريقية والأسيوية لكي تنخرط في تعاون أعمق. ويشار إلى أن هذا اللقاء، الذي ينظم على مدى يومين بتعاون مع الجمعية المغربية للدراسات الأسيوية ،والمنتدى الإفريقي-الأسيوي للتنمية والأمن الإنساني، وشركاء آخرين، يسعى ليكون أرضية للنقاش والتبادل حول القضايا المتعلقة بالتعاون الآفرو-أسيوي عموما وبالتواجد الآسيوي في إفريقيا في كافة تمظهراته الإقتصادية والسياسية والثقافية.