أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد محمد أوزين ببوغوتا، أن المغرب جعل من التعاون جنوب-جنوب محورا استراتيجيا لدبلوماسيته وأنه لن يدخر أي جهد لوضع تجربته وخبرته في مختلف المجالات رهن إشارة شركائه، خاصة الأفارقة منهم. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن السيد أوزين اعتبر أمام المؤتمر رفيع المستوى حول التعاون جنوب-جنوب، المنعقد ما بين 24 و26 مارس الجاري بالعاصمة الكولومبية، أن هذا التعاون يهم قطاعات استراتيجية وكان له تأثير مباشر على إنجاز أهداف الألفية للتنمية. وأبرز السيد أوزين أن المغرب كان أيضا من أوائل بلدان الجنوب التي فتحت سوقها للبلدان الأقل تقدما بالقارة الإفريقية، وذلك من خلال إعفاء منتوجاتها الأساسية من الحقوق الجمركية قصد دعم جهودها التنموية وتحسين قدراتها التصديرية. وأضاف أن القطاع الخاص والمؤسسات البنكية المغربية هي الأخرى منخرطة على نطاق واسع في هذا المجهود وتساهم من خلال الاستثمار والخبرة اللذين تقدمهما في تعزيز القدرات الداخلية للشركاء الأفارقة على بلوغ نمو اقتصادي مستدام وخلق مناصب الشغل. وأشار كاتب الدولة إلى أن التعاون جنوب-جنوب بلغ "درجة من النضج" وأن بعض بلدان الجنوب وصلت إلى " مستوى من التنمية بحيث يوفر لتعاوننا آفاقا حقيقية للتنمية ومؤهلات كبيرة في مجال التجارة ونقل الخبرة وتنمية القدرات". غير أنه لاحظ أن هذه الحركية لا يمكن تعزيزها في غياب دعم وازن من بلدان الشمال وكذا من المنظمات الدولية، وعلى الخصوص، من خلال التعاون ثلاثي الأطراف وزيادة تدفق المساعدة العمومية للتنمية، مشيرا إلى أن مسلسل تحسين نجاعة المساعدة يتعين أن يسير بالموازاة مع الرفع من حجمها، لتعزيز النتائج التي تحققت في مجال التنمية والحيلولة دون تراجع التقدم الذي تم تسجيله. وفي معرض حديثه عن قضية تفعيل توصيات إعلان باريس وخطة عمل أكرا حول نجاعة المساعدة، أشاد السيد أوزين بالتقدم الذي تم إحرازه في هذا الصدد على الصعيد الدولي، موضحا أن المغرب انخرط كليا في مسلسل تحسين نجاعة المساعدة كما انخرط بقوة وعزيمة في مسلسل تنميته الاجتماعية والاقتصادية، وذلك عبر الانخراط في استراتيجية للتنمية وإجراء إصلاحات هامة. ويروم مؤتمر بوغوتا، الذي يشارك فيه أزيد من 400 من ممثلي الحكومات من مستوى رفيع ومنظمات متعددة الأطراف ومن المجتمع المدني، تشجيع وتقاسم التجارب بين الدول ومختلف المنظمات في مجال التعاون جنوب- جنوب. كما يهدف إلى تعزيز صوت بلدان الجنوب في النقاش حول نجاعة المساعدة، في أفق انعقاد المنتدى الرابع لنجاعة المساعدة سنة 2011 بكوريا، وتحديد المبادرات الرئيسية التي يتعين اتخاذها من أجل تنفيذ الاتفاقات التي تضمتنها خطة عمل أكرا.